إسمها «أنابيل» تحل للمرة الثانية بالمغرب، تشتغل ممرضة بفرنسا موطنها الأصلي، خرجت في إجازة إلى المغرب، غير أن رحلتها في طارئة تابعة لشركة أجنبية تحولت إلى قطعة من عذاب أصرت على إيصالها عبر الأحداث المغربية، مؤكدة أنها ستفعل نفس الإجراء عند حلولها بفرنسا. قبل ذلك تخشى أن تتكرر نفس مآسي رحلة الذهاب عند رجوعها، تصر هذه السائحة على التساؤل حول الإجراءات التي من المفروض أن تقوم مصالح وزارة السياحة بأكادير حتى لا يتحول الركاب المهاجرون العائدون، وزوار المغرب الأجانب إلى رهائن كلما هموا بالعودة إلى بلدهم. وحتى لا تسخر الشركات الاجنبية للقادمين إلى المغرب طائرات من الدرجة الثانية، كأنهم مواطنون من نفس الدرجة. كانوا حوالي 150 مسافرا منهم مغاربة وأجانب في رحلة ستقلهم من مدينة ليون نحو أكادير نهاية الأسبوع ما قبل الماضي، أنابيل كانت من بينهم، الكل جاهز للإقلاع في حدود الساعة الثانية، غادروا قاعة الانتظار، بعد قيامهم بجميع الإجراءات ليخبروا بأن عدد الركاب زاد عن حده القانوني بشخصين. شركة الملاحة قادمة من اليونان كما تبين للمسافرين فضلت أن تسخر معهم أسلوب التحفيز من أجل المغادرة الطوعية، عروض مادية تحفيزية لشخصين سيتطوعان بالتخلي عن الرحلة وتأجيلها لموعد لاحق حتى يصبح العدد المنقول داخل الطائرة قانونيا. لا أحد من المسافرين اهتم بإغراء الشركة، فاضطرت لتقلع بالجميع بعد تأخر عن موعد الإقلاع وصل ساعة و 50 دقيقة. أخيرا تنفست أنابيل الصعداء رفقة ابنتها ذات التسع سنوات بعد انتظار لم يسمح لهم فيه بالعودة إلى بيوت النظافة، أو تناول مشروب بارد. مرت 45 دقيقة بدون مشاكل قبل أن يعلن طاقم الطائرة عبر مكبر الصوت وباللغة الإنجليزية فقط، بأن الكمية المخزنة للطائرة من محروقات الكيروزين غير كافية وأنه مضطر للنزول بمدينة مالقا الإسبانية، إجراءات التحليق في الجو وانتظار إعطاء أمر بالهبوط من برج المراقبة ستزيد الركاب حنق.. بعد توثر الأعصاب أخيرا ستنزل الطائرة عندما استبدت بالركاب حالة من الخوف والترقب. تزودت الطائرة بحاجتها من الوقود، تحركت على الرصيف وشرعت في السير أرضا دون أن تقلع لتتوقف لمرة ثالثة، ماذا يقع سؤال بات على لسان كل الركاب، هذه المرة ستخبر المضيفات الركاب أن عطبا تقنيا سجل على شبكة الحاسوب بقمطر القيادة، مبرر تقول أنابيل رفع من حدة الاحتجاجات التي وصلت حد الصراخ في وجه المضيفات ما جعلهن يقلن إنهن يبلغن فقط ما يزودن به من معلومات من طاقم الطائرة. لم يصلح العطب إلا بعدما تجاوزت الساعة العاشرة ليلا، فأقلع الجميع نحو أكادير في حالة من التحسر دون أن يتمكنوا حتى من مغادرة جوف هذا الكائن المعدني الطائر الذي نزل مطار المسيرة بأكادير في حدود الحادية عشرة و45 دقيقة من ليلة يوم السبت ما قبل الماضي. نزلت أنابيل منهكة بعدما استبد الخوف طيلة خمس ساعات بزينب حمود صاحبة شركة للخدمات السياحية، ظلت تركب رقم هاتف الفرنسية وزوار آخرين دون جدوى، وبلا مجيب مدة حوالي 6 ساعات من التأخير