«الإرهاب. هذا ما عاشه أبناؤنا خلال اليوم الثاني لامتحانات السنة التاسعة أساسي بالإعدادية الثانوية لالا أسماء بعين السبع» إنها العبارة التي ترددت على ألسنة آباء وأولياء تلاميذ الإعدادية الثانوية أحد الحرة في شكاياتهم المتكررة للأحداث المغربية بخصوص ما وقع يوم 28 يونيو الماضي، في محيط الثانوية الإعدادية المذكورة. ففي الوقت الذي كان فيه الآباء ينتظرون عودة فلذات أكبادهم إلى البيوت، للاستراحة من تعب وعناء الامتحان وما يرافقه من تركيز وجهد، سيكتشفون أن اليوم الثاني للامتحانات، كان محطة للإرهاب على حد تعبيرهم. فقد تعرض التلاميذ لهجوم تنوعت أساليبه، من التعنيف اللفظي إلى الاعتداء الجسدي المرافق بالضرب والجرح، فيما كان مصدره واحدا : بعض تلاميذ ثانوية للا أسماء أنفسهم. « حتى الفتيات شاركن في الهجوم » تؤكد والدة تلميذة عاينت هجوما بالكامل وهي تنتظر خروج ابنتها من قاعة الامتحان أمام باب الثانوية الإعدادية للا أسماء. الأم روت للأحداث المغربية كيف أنهات شاهدت تهديدات بواسطة شفرة حادة من فتاة على تلميذة كانت تنتظر موعد الامتحان الثاني في ظهيرة يوم 28 يونيو، ثم أضافت « استغرب لأن المعتدية بنت في أول الأمر، لكن ما لبثت أن انتبهت إلى وجود فتيات أخرى في الاعتداء، توزعن على شكل مجموعات صغيرة». ليس هناك من سبب واضح للاعتداء، تقول مصادر نابت عن آباء وأولياء تلاميذ الإعدادية الثانوية أحد الذين تعرضوا للاعتداء، لكنها رجحت أن تكون الرغبة في الانتقام لسنة دراسية مهزوزة من حيث الأداء التعليمي وراء الحادث. فالإحساس بعدم الحصول على منتوج دراسي حقيقي خصوصا في بعض المواد الدراسية، شكل عاملا محبطا لهؤلاء التلاميذ ما دفع بعضهم إلي التعبير عن عدم التكافؤ الحاصل بينهم وبين تلاميذ أحد الحرة، الذين اختارت لهم نيابة التعليم بعين السبع ثانوية للا مريم لإجراء الامتحانات، بالطريقة العنيفة التي عرفتها جنبات الثانوية أول أمس. مصادر أخرى من نفس الهيئة، رجحت أن يكون السبب عائدا بالتحديد إلى المشاكل السوسيو اقتصادية التي يرزح تحتها بعض تلاميذ الثانوية الإعدادية للا أسماء، وبالتالي فإن الهجوم حسب أصحاب هذه الرواية في تفسير الأحداث، يجد منبعه من رغبة دفينة في توقيع عقوبات انتقامية على تلاميذ ينتمون لوضع اجتماعي أحسن. أصحاب هذا التبرير يعطون أمثلة متعددة عن هجومات مماثلة تعرض فيها تلاميذ أحد الحرة، من طرف تلاميذ الثانوية الإعدادية العمومية للا أسماء. ولإعطاء صورة عن وقع الهجوم على نفسية التلاميذ فقد أشار أحد أولياء التلاميذ المعنفين أن ابنه طالبه بعدم التقدم بشكاية لرجال الأمن في الموضوع، مخافة التعرض لاعتداءات أخرى من طرف المهاجمين مجددا. مصدر مسؤول من داخل مؤسسة أحد الحرة صرح بأن المؤسسة سجلت تنديدها بالأحداث التي عرفها اليوم الأول من الامتحانات في 27 يونيو الماضي حيث تعرض بعض تلاميذتها لهجومات من طرف نفس الأشخاص لكن دون أن تصل إلى مستوى اعتداءات اليوم الثاني. وقد تعهدت نيابة التعليم في عين السبع بضمان مرور عادي للامتحانات في أجواء آمنة، يقول نفس المسؤول، الذي أشار إلى أن المطالبة بضمان حماية تلاميذ ثانوية أحد كان محور التدخل لدى نيابة التعليم في عين السبع. بالمقابل نفى المسؤول أن تكون إدارة ثانوية أحد الحرة قد قررت، كمؤسسة تعليمية أن ترفع شكايات أو دعاوي ضد المهاجمين، لكنها تركت بالمقابل المجال مفتوح لآباء وأولياء تلاميذها في اختيار الإقدام على هذا الإجراء القانوني وفق ما يرونه صالحا لأبنائهم. «نطالب بحماية وليداتنا في محيط الثانويات التي يذهبون إليها لإجراءء الامتحانات» يوكد أحد الآباء للجريدة، قبل أن يضيف في غضب « لا يعقل أن أعين حراسا خاصين لابنتي في العام القادم لكي تذهب إلى الامتحانات في أمان ».