كان الوقت مساء وعقارب الساعة تزحف نحو الساعة التاسعة مساء من يوم الثلاثاء المنصرم. الحركة في شارع مصطفي المعاني والأزقة المتفرعة عنه بدأت تخف وتتراجع، لحظتها بدأ شبان ورجال غرباء يتوافدون على شقتين منزويتين في زقاق الياسمين والورود، طرقات على البابين وبعد نظرة من العين السحرية وكلمات سرية تفتح «الحاجة حادة» الأبواب مشرعة للكليان. البهو المقابل لمدخل كل شقة شابات بعدما تزين اصطفت في انتظار زبناء اللذة الراغبين في النوم في العسل بعيدا عن العيون المتلصصة وأصحاب الوقت. في تلك الأثناء كانت عيون أخرى تراقب من بعيد في انتظار لحظة الصفر استعدادا لزيارة غير متوقعة للشقتين. الحاجة حادة أشهر الوسيطات في الدعارة في البيضاء لم تشفع سنها الذي تجاوز الستين سنة ولا تبهيدلة مخافر الشرطة والحباسات من أن تثنيها عن نشاطها بعدما أصبحت كشمس على علم في جلب أجود الأجساد الأنثوية واستهوت المداخيل الكبيرة من الوساطة في الرقيق الأبيض. جيران الحاجة ووسيطة أخرى ما فتؤوا يحتجون على الليالي الصاخبة بالشقتين مع ومايصاحبها من الرقص والغناء وكلام «تحت الحزام» بعدما تلعب الخمرة بالرؤوس لم يجدوا بدا من رفع شكايات تلو أخرى إلى كل من يهمهم الأمر. بعدما كثرت الشكايات والعرائض كان توجيه النيابة العامة لفرقة الأخلاق العامة بأمن أنفا لوضع اللازم . الساعة التاسعة والنصف من يوم الثلاثاء المنصرم أتمت عناصر الأمن المراقبة وشرعت في تنفيذ عملية المداهمة في الشقتين بالجرم المشهود، دقات متتالية على الباب أدى إلى جلبة وخروج الجيران لاستقصاء ومعرفة مايجري. مباشرة بعد اقتحام الشقة الأولى دبت رعب في أوصال 13 شابة وهن عاريات «ماعرفوا باش تبلاو»، يحاولن استعطاف رجال الأمن للبحث عن مايسترن به أجسادهن، قبل أن يتم توقيفهن إلى جانب زبونين والوسيطة. الشقة الثانية تم توقيف الوسيطة الحاجة حادة وابنتها و4 مومسات ورجل وكانت المفاجأة توقيف زبون جاء للاستمتاع بلحظات اللذة مرفوقا بطفله الصغير الذي لم يتجاوز6 سنوات.