تعتزم مجموعة "الضحى" افتتاح مكتب لها بباريس، لاستقطاب مغاربة المهجر الراغبين في اقتناء مسكن بأرض الوطن، ماهو الجديد الذي ستقدمونه لهم؟في الحقيقة، ليست هذه أول مرة تعرب فيها مجموعة "الضحى" عن اهتمامها بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، على العكس، دائما ما أولينا اهتماما خاصا بهذه الشريحة من المغاربة إن لم أقل إننا أول منعش عقاري التفت إليها فعليا، ككتلة استهلاكية مهمة يجب أن نخصها بمشاريع تناسب تطلعاتها، بدليل أننا منذ أواخر التسعينات دشنا بداية الاهتمام الميداني بهذه الجالية عن طريق شن حملة تواصل واسعة أصبحت بمثابة عرف سنوي نقدم عليه كل سنة. ومنذ سنة 1995، بدأنا عرض منتوجاتنا لهذه الجالية عبر شبكات بنكية متواجدة بالتراب الفرنسي ومختصة في التسويق العقاري، وقد كانت هناك اتفاقية وقعناها هنا بالدارالبيضاء مع أحد هذه البنوك ذات المرجعية الدولية، و بالموازاة كنا نحرص عند بداية عودة مهاجرينا، أي مع انطلاق موسم الصيف (شهري ماي ويونيو) على التواجد بنقط العبور المهمة، كالعرائش وباب سبتة، حيث نوزع مطويات وننصب خيام للتعريف بكل منتوجاتنا وبالتسهيلات المقدمة، وقد سجلنا نتائج مهمة على مستوى البيع في كل السنوات التي مرت. لكن الآن، مع ازدياد الطلب على السكن في السوق الداخلي، لا سيما السكن الاجتماعي، ومع وصول الجالية إلى الجيل الثاني أو حتى الثالث والذي له اهتمامات عقارية مغايرة عن الآباء، بدأنا نستشعر ضرورة التفكير في منهجية أخرى، وبالتالي أخذ تركيزنا ينصب على السكن المتوسط والترفيهي، وفعلا كان إنتاجنا في هذا الإطار مهما جدا، حيث وفرت المجموعة منتوجا متنوعا وموزعا على جل أنحاء التراب الوطني، فضلا عن ذلك سعت المجموعة من خلال فرعها المختص في السكن الراقي المعروف ب(بريستيجيا) إلى سن سياسة تواصل قريبة من الجالية، حيث تم الحرص على التواجد في كل المعارض السكنية المنظمة بأوروبا (باريس، ليون، بروكسيل..)، وأضحى بالإمكان التعرف على كل منتوجات هذا الفرع عن قرب، من خلال الأفلام المصورة والمجسمات والتوضيحات المقدمة من طرف أطر المجموعة التي تم إدماجها لهذا الغرض، ولأن الإقبال كان كبيرا جدا، فقد تم التفكير في خلق ممثلية للمجموعة بأوروبا لتقديم المعلومات اللازمة عن مشاريع المجموعة، اخترنا فرنسا وهذه المدينة بالذات لأنها تحتضن أكبر وأهم جالية مغربية بأوروبا، وعليه قمنا فعلا في الآونة الأخيرة، كما ورد في سؤالك، بإنشاء مكتب للمجموعة ببارس، وهو يتوفر على أطر وهياكل لمواكبة الحركية المسجلة والدفع أكثر في اتجاه تنويع التسويق، ليس على مستوى السكن الراقي فقط بل حتى السكن الاجتماعي. كل ذلك لتأكيد فكرة واحدة هي أن الجالية المغربية العاملة بالخارج كانت دائما وأبدا في صلب اهتمامات الضحى. يلاحظ أنكم تريدون أيضا الانفتاح على المهاجرين المغاربة المستثمرين في العقار بارتكاز على التحفيزات الأخيرة التي وضعتها الدولة للمستثمرين العقاريين، هل هذا توجه جديد للمجموعة؟ التحفيزات التي تتحدث عنها هي بمثابة إجراءات جديدة وضعتها الدولة عن طريق صندوق الضمان المركزي، في إطار مع يعرف ب"MDM Invest" وهو منتوج موجه بالفعل للجالية القاطنة بالخارج، مضمونه تقديم دعم مادي لكل من أراد أن يستثمر بأمواله في مشروع استثماري بالمغرب، خالق للثروة ولفرص الشغل، بناء على شروط معينة لست أنا صاحب الاختصاص للحديث عنها، لكن الأساس فيها، أن الدولة ومقابل الشروط التي وضعتها، تلتزم إزاء المنعش بالتكفل المادي بقيمة 10 في المائة من حجم الغلاف الإجمالي المراد استثماره، كل ذلك من أجل تشجيع جاليتنا على الاستثمار ببلادها الأصلية والمساهمة في مشروع التنمية التي يعمل من أجله الجميع دون نسيان ضرورة ربطها بالتراب وبالجدور، هذا هو مضمون المنتوج، وهو بالطبع قابل لأن يطبق على أي مشروع استثماري كيفما كان نوعه ما دام يستجيب للشروط المطلوبة. والضحى مستثمر كغيره من المستثمرين، خاضعة لما يخضعون له، ولا علاقة لها بهذا المنتوج، الذي يبقى شأنا خاصا بالدولة وبمسؤولياتها. نقطة أخرى وجب توضيحها، هو أن المهاجر العائد لأرض الوطن لقضاء عطلته، يعتبر مغربيا كغيره من المغاربة، متساو معهم في الحقوق والواجبات والامتيازات، وبالتالي فهم جميعا خاضعون لنفس الشروط القانونية المؤسساتية المسطرة في دفاتر التحملات عند شراء أو اقتناء سكن، كمثل الشروط الواجب التوفر عليها لاقتناء سكن اجتماعي بسعر 25 مليون سنتيم، هذه الشروط التي أضحت معروفة لدى الجميع هي نفسها التي ستطبق على المهاجر بلا تمييز، أما 10 في المائة المتحدث عنها، فتخص المهاجر الذي اختار استثمار أمواله في مشروع يريد إقامته بالمغرب، وليس لشراء سكن. الجالية المغربية بالخارج تمثل مابين10 و15 في المائة من مجموع زبنائكم، في الوقت الذي تعيش فيه هذه الأخيرة ظرفية صعبة نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، هل مازلتم تراهنون على هذا الصنف من الزبناء؟ أولا الظرفية لم تعد بنفس الحدة كما كانت في السابق، ثانيا لا يجب نكران معطى سوسيولوجي هام، وهو أن المغربي مجبول بطبيعته على تملك الدار، فالملكية العقارية ثقافة مغربية متجذرة وحلم يراود المغربي مهما اشتدت به الأزمات، والدليل هو أننا بمجرد إطلاقنا للمشاريع السكنية الاجتماعية الجديدة توافد المواطنون على مقر المجموعة من أجل الاقتناء بكثافة أكاد أقول إنها فاقت كل التوقعات، وكأن لا علم لأحد بالأزمة، سواء كان مغربيا قاطنا بالداخل أو بالخارج، أما ثالثا، فنحن نتوقع خلال هذا الموسم أن تتضاعف حصة زبنائنا من المهاجرين المغاربة بالخارج في إجمالي زبنائنا، والسبب أن الضحى الآن، وكما شرحت سابقا، متواجدة في 12 مدينة مغربية، لديها منتوج متنوع جدا يوافق كل الإمكانات ويلبي جل الطلبات ونسبة البيع العالية المسجلة حاليا عندنا هي أساس توقعاتنا المتفائلة جدا. أجرى الحوار أحمد بلحميدي