التظاهرات المناهضة لإعادة ترشح بوتفليقة للرئاسيات المرتقبة في 17أبريل لم تخبو، صبيحة السبت خرج المعارض وسط الجزائر العاصمة في ثاني أكبر وقفة تنظمها حركة (بركات)، المشكلة مؤخرا، وتضم نشطاء معارضين لولاية رابعة لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته، وفي نفس الوقت خرجت للوجود حركة مناهضة أخرى أطلقت على نفسها حركة «رفض»، لتنضاف لقطاعات أخرى واسعة كالمعلمين والمحافظين، في تصاعد متواتر لا تعرف نهايته. مئات من الناشطين من حركة «بركات» تظاهروا صبيحة السبت أمام مقر إدارة جامعة الجزائر بالعاصمة ضد النظام الحاكم وترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة دون تدخل من مصالح الأمن التي كانت حاضرة بكثافة عكس المرات السابقة، حيث تم تفريق وقفات مماثلة واعتقال نشطاء.، في أسلوب يعكس انحناء المؤسسة الأمنية للضغوط والإدانات التي رافقت تفريق التظاهرة الأولى لنفس الحركة. الناشطون والصحفيون الذين تصدروا مشهد هذه التظاهرة وقفوا أمام الجامعة المركزية بالعاصمة الجزائر حاملين لافتات مناهضة للنظام الحاكم وللولاية الرابعة لبوتفليقة، وسط حزام أمني كبير حيث حاصرت عناصر الشرطة المكان من كل جهاته دون أن يتدخلوا لمنع هذه الوقفة الاحتجاجية، حيث رفع المحتجون شعارات ورددوا هتافات من قبيل «لا للعهدة العار»، «لا لحكم الجنرالات»، «هذه البداية ومازال مازال» وقفة حركة «بركات» تزامنت مع وقفة لحركة احتجاجية أخرى نظمها نشطاء في حركة أطلقت على نفسها «رفض»، وتضم ممثلين عن أشخاص مفقودين خلال الأزمة الأمنية خلال عقد التسعينيات ، حيث توافد أفرادها إلى ساحة البريد المركزي بالعاصمة ، رافعين شعارات تدعو إلى رفض هذه الانتخابات ومقاطعتها، وعلى عكس وقفة حركة «بركات»، تدخل الأمن الجزائري بعنف لتفريق هذه التظاهرة. المدير العام للأمن الوطني اللواء علق هذا العنف الذي واكب تفريق هذه المظاهرة، بأن قوات الأمن تتحرك بناء على «إخطار من السلطات الإدارية»، أي ولاية الجزائر العاصمة، وخلف التفريق العنيف لهذه الوقفة تنديدا قويا من طرف الطبقة السياسية والمجتمع المدني الجزائري ، وكذا من طرف مرشحين للرئاسيات أنفسهم، والذين دافعوا عن حق المواطنين في التعبير بحرية عن آرائهم. المجلس الدستوري حسم في قانونية ستة مرشحين لهذه الانتخابات، حيث تبدأ الحملة الانتخابية للاقتراع الرئاسي يوم 23 مارس الجاري على أن تنتهي في 13 أبريل المقبل، فيما دعت ثلاثة أحزاب معارضة تسعى للتشكل في إطار تنسيقية تضم هيئات سياسية وحركات أخرى، المواطنين إلى "المقاطعة بكثافة" لهذا الاقتراع "لما يمثله من مخاطر على مستقبل البلاد»، وحثت أحزاب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (وسط يساري) وحركة مجتمع السلم وحركة النهضة (إسلاميتان) «"المرشحين على الانسحاب من السباق الرئاسي المعروفة نتيجته مسبقا في ظل غياب شروط الشفافية والحياد».