على إيقاع الزغاريد والشعارات، أعلنت ميلودة حازب أول أمس السبت عن افتتاح المؤتمر التأسيسي لنساء الأصالة والمعاصرة المنعقد تحت شعار: «المساواة من أجل الكرامة والمواطنة»، وبذلك وقع حزب الجرار عن ميلاد منظمته النسائية كدراع ينضاف لمؤسسات موازية أنشأها الحزب لتقوية قاعدته الاجتماعية. منذ الساعة الثالثة بدأت وفود نساء الجرار من مختلف الفئات العمرية وقدر عددهن بحوالي 1000 مؤتمرة يمثلن الجهات 16 للمملكة يفدن إلى قاعة ابن ياسين، إلى جانب مضيفات وضيوف من أحزاب مغربية وأجنبية من فلسطين، إسبانيا، البيرو، الباراغواي… وفعاليات نسائية من مختلف أطياف جمعيات المجتمع المدني تمت دعوتها لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني في يوم له رمزيته. الحزب اختار الاحتفاء بالمرأة في يومها العالمي وبطريقة مغايرة. امتلأت أرضية القاعة عن آخرها بنساء الحزب وهن يرتدين صدريات بيضاء بها رمز الجرار. الكل اقتعد كراسي بيضاء. بعد حوالي ساعة التحقت بالقاعة القيادة الوطنية للحزب وفي مقدمتهم مصطفى الباكوري والشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين ومعه إلياس العماري، وعبد الحكيم بنشماش رئيس الفريق البرلماني بمجلس المستشارين، وعضوات وأعضاء المكتب السياسي للحزب، والبرلمانيات والبرلمانيين، وردد الجميع شعارا «تحية نضالية القيادة الوطنية. حينها صعدت المنصة فرقة موسيقية غنت أغنية هادئة ألهمت حماس الحضور. صعدت رئيسة المؤتمر ميلودة حازب المنصة وأعلنت عن افتتاح المؤتمر. وكان خير ما افتتح به آيات من الذكر الحكيم تلتها المقرئة سمية فخري بصوت أثار إعجاب الحاضرات والحاضرين، قبل أن يقف الجميع للاستماع للنشيد الوطني. ولأنه احتفال بتأسيس منظمة نسائية وفي يوم عيد المرأة، قدمت شابات رقصات تعبيرية صفق لها الجميع. كانت لوحات فنية أبدعت الفرقة في تقديم فقراتها بشكل احترافي. تلقفت ميلودة حازب الميكروفون من جديد لتعلن عن توقيع شهادة ميلاد المنظمة النسائية لحزب الأصالة والمعاصرة. وقالت إنه « في اليوم الذي تساءل فيه دول العالم حول مدى الالتزام بحقوق النساء ، فإننا في حزب البام نستحضر مدى التزام حزبنا باحترام حقوق النساء وتشجيع المبادرات النسائية»، قبل أن تستدرك بالقول إن الحزب سباق لتطبيق مبدأ المناصفة»، وأضافت «ننتظر من منظمتنا أن تكون قوة اقتراحية وقوة استباق لتفعيل الدستور». لم تسلم حكومة ابن كيران من انتقادات القيادية في الحزب ورئيسة فريقه البرلماني، وقالت إن «الحكومة الحالية لم تفعل مبدأ المناصفة كما جاء في الدستور»، وأنه «وقع في ظل الحكومة الحالية تراجع»، موضحة ذلك أنه «من وزيرة وحيدة إلى وزيرات منتدبات تحجت وصاية رجل»، لذلك دعت إلى «تحصين المكتسبات». الأمين العام للحزب قال في كلمته إن «هذا الحدث يجسد الاحتفال العملي بالعيد العالمي للمرأة»، مضيفا أن «تأسيس المنظمة النسائية استمرار لتأسيس الهياكل الحزبية». ووجه بدوره سهام النقد للحكومة بالقول إن «هناك محاولات متكررة لقوى محافظة للمس بالمكتسبات التي تحققت في مدونة الأسرة وفي الدستور والمواثيق الدولية»، مصيفا أن الهدف من تأسيس المنظمة النسائية هو تمكين الحزب من رافعة حقوقية لمواصلة الدفاع الفعلي عن حقوق المرأة» وأيضا «رافعة لإنتاج وتجديد النخب الحزبية لتجاوز نظام الكوطا والتمييز الإيجابي»، بل جعلها «هيئة لتشخيص متواصل لواقع المرأة المغربية». وحدد الباكوري أولويات للمنظمة النسائية الجديدة وهي «تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وجعل المرأة تتحمل مسؤولياتها كاملة في جميع المؤسسات»، واقترح إحداث فضاء مشترك لنقاش الحقوق المدنية للنرزة التي أقرت بها المواثيق الدولية والقوانين دون أن تجد طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع». مؤكدا في الوقت ذاته أن «الأفق الذي نتوخاه جميعا هو أفق ممارسة المرأة لمكانتها الطبيعية كمواطن فاعل على نحو متكافئ مع الرجل في المشروع الديمقراطي التنموي لبلادنا، ولذلك وجه نداء لتحقيق المناصفة في الترشيح للانتخابات والمؤسسات». بعد الانتهاء من كلمته،تسلم الميكروفون ضيوف المنظمة النسائية الوليدة قبل أن يتم الإعلان عن انتهاء أشغال الجلسة الافتتاحية. المنظمة النسائية من المنتظر أن تتدارس الأوراق المقدمة إليها قبل انتخاب هياكلها وخاصة رئيسة لها.