لم يمنعه لقب «لعور» أن تكون له رؤية ثاقبة في التخطيط لعمليات نوعية من السرقة الموصوفة. لتنفيذ استراتيجيته الإجرامية، كون عصابة من اللصوص المحترفين المتخصصين في السطو على السيارات الفارهة. ومن أجل أن تكتمل وصفته السحرية في الإيقاع بالضحايا المفترضين، استعمل خليلته طعما لإغراء الفريسة المستهدفة في الاقتراب أكثر من المصيدة. آخر عملية استعمل فيها «لعور» هذه الخطة الجهنمية، كانت ليلة الثلاثاء الماضية، حيث استدرجت «صاحبتو» أحد العائدين من المهجر، الذي التقته في مقهى عصرية بالدار البيضاء. العنصر النسوي بالعصابة استطاع إقناع الضحية بقضاء ليلة حمراء معه. فرصة الاستمتاع الجنسي، دفعت الشاب إلى قبول العرض المغري بدون تردد. كان الاتفاق أن ينقل صاحب السيارة رباعية الدفع من نوع «توارك» مرافقته إلى حي التشارك بتراب مقاطعة سيدي مومن لكي تغير ملابسها، على حد زعمها. وعند وصول السيارة الفارهة في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا إلى المكان المحدد، كانت عناصر العصابة تترصد للضحية، حيث باغتوه بمجرد أن فتح باب سيارته، ورشوا كمية من مسحوق الإبزار في عينيه، وعنفوه وهددوه بواسطة الأسلحة البيضاء، ثم سطو على «الكات كات» وفروا إلى وجهة مجهولة. الضحية الذي يشتغل بدولة البحرين، تقدم بمعية مرافقته في نفس الليلة إلى دائرة الديمومة بسيدي مومن، حيث قدم شكاية في شأن سرقة سيارته، التي تخص وكالة لكراء السيارات. كما أفاد للمحققين بأوصاف أفراد العصابة، مضيفا أن السيارة المسروقة تتوفر على جهاز المراقبة «جي بي إس». هذا المعطى التقني ساعد عناصر الشرطة العلمية والتقنية بأمن سيدي البرنوصي وإحدى الفرق الأمنية المختصة في التدخلات السريعة المشار إليها بالرمز 866، من تعقب تحركات الجناة على متن السيارة المسروقة، التي تم رصدها بمنطقة الدروة بالقرب من مدينة برشيد. تحديد مكان وجود العصابة، جعل فرقة من الشرطة القضائية لأمن البرنوصي تنتقل على الفور إلى إحدى محطات الوقود، حيث كانت السيارة المبحوث عنها متوقفة هناك خلف شاحنة كبيرة لحجب الرؤية عنها. العناصر الأمنية حاصرت أفراد العصابة وهم في غمرة تناول وجبة العشاء بعين المكان، حيث اضطرت الفرقة المتدخلة إلى إشهار أسلحتها النارية بعد إبداء الجناة مقاومة شديدة باستعمال الأسلحة البيضاء في وجه رجال الأمن ، قبل أن يتم توقيف زعيم العصابة الملقب ب »لعور» رفقة شركائه. التحقيقات الأولية داخل مقر الشرطة القضائية البرنوصي، كشفت أن الفتاة المرافقة للضحية، هي خليلة زعيم العصابة، التي يتم تسخيرها في الإيقاع بالضحايا، بعد استدراجهم إلى أماكن معزولة من أجل سرقة سياراتهم من النوع الرفيع. كما اعترف أفراد العصابة يوجد مخزن سري لهم بمنطقة الدورة، الذي تم تفتيشه من طرف الشرطة، حيث تم العثور على ثلاث سيارات أخرى من نوع «بي إم» و«فورد فوكيس» وصفائح أجنبية مزورة وأسلحة بيضاء. وقد أحيل صباح أمس الجمعة على مصالح الشرطة القضائية أربعة من أفراد العصابة وخليلة الزعيم على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف الدارالبيضاء بتهمة سرقة السيارات والتهديد باستعمال الأسلحة البيضاء والسرقة الموصوفة والعلاقة غير الشرعية. كما مازال البحث جاريا عن عنصرين في حالة فرار.