راكش: الأحداث المغربيةهي لحظة اعتراف بالجميل، التي عاشتها نخبة من الأطر التربوية والتعليمية بمراكش، حين أحاطها زملاء المهنة والعديد من التلاميذ وأولياء أمورهم، بزخم من العواطف الجياشة، وهي على مشارف مغادرة المهنة من أبوابها الواسعة. ثانوية سيدي عبد الرحمان التأهيلية، كانت على موعد مساء الجمعة المنصرم مع حفل تكريم جنود الخفاء، الذين ظلوا ينهضون بمهمة التربية والتأطير على امتداد عقود من الزمن، قبل أن تطرق أبوابهم طرقات التقاعد ومغادرة حقل التربية والتعليم. زملاء المهنة وبراعم المستقبل رفقة أولياء أمورهم، كانوا بدورهم في مستوى اللحظة، وآلوا على أنفسهم أن يحيطوا هذه الأطر بشكرهم وامتنانهم، ومن تمة تنظيم حفل على شرفهم، أكدوا من خلاله أن الذاكرة المغربية عصية على الاستسلام لنسيان خدمات وتضحيات هذه الطينة من الرجال، التي ظلت تعتبر المهنة رسالة نبيلة، وتسترخص في سبيل النهوض بها كل التضحيات والعطاءات. أجواء رائعة عاشتها فضاءات ثانوية سيدي عبد الرحمان بمنطقة دوار العسكر بمراكش، وهي تفرد من وقتها مساحة لاحتضان حفل تكريم هذه الشريحة من رجال التربية والتعليم، التي أوفت الرسالة حقها، واستشرفت موعد تقاعدها، وقلوبها ملؤها راحلة البال، بأنها قد أوفت أجيالا حقها، ومنحتها من عصارة فكرها وثقافتها الشيء الكثير، قبل أن تحين لحظة تسليم دفة القيادة لغيرها. الأطر التربوية والإدارية ومسؤولو القطاع بالمدينة يتقدمهم نائب وزير التربية ورئيس مصلحة التخطيط بالمصالح النيابية، كانوا بدورهم في الموعد، حين ركنوا كل مشاغلهم على الرف، وقرروا حضور لحظة الاعتراف بالجميل، وإحاطة هذه النخبة من رجالات التربية والتعليم بفيض عواطفهم، تأكيدا منهم على أن الذاكرة أبدا لن تنسى عطاءات وتضحيات رجال صدقوا ما عاهدوا أجيالا من المتعلمين والمتمدرسين. الأساتذة محمد أبرشيح، محمد أبو صديق ونعيمة الشعيبي، كانوا في مرمى التكريم والاعتراف بالجميل، حين أحاطهم الجميع بفيض وشكره وامتنانه، لم يملك معها المحتفى بهم أنفسهم، وسالت دمعات ساخنة على خدودهم، راسمة بذلك آيات الشكر والإمتنان، مؤكدين من خلالها على أن الرسالة قد وصلت، وأنهم اليوم يغادرون وهم مطمئنو القلوب والأفئدة. إسماعيل احريملة تصوير: رشدي البقالي