يجلس الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي أمام جمهوره على “كرسي الاعتراف”، لا للإفضاء بخطاياه، وإنما ليبوح بالقضايا التي تشغل الإنسان. لن يكون إسراره الفني سوى مونودراما شعرية تمتد على مدار ساعة ونصف. وعليه أن يحوّل مفهوم الزمن ليبث في المتلقي الشعور بأن عمر المسرحية بالكاد ربع ساعة. مبتغى صعب لن يبلغه رائد المسرح الفردي بالمغرب إلا بتحديه لعدو واحد : الملل. لذلك يؤثث عرضه يوم الإثنين 13 يونيو الجاري بمسرح محمد الخامس بكل عناصر وأكسسوارات الفرجة والإمتاع. ولتكن البداية من اللغة. فالزروالي ضد تسطيح المسرح باعتماد لغة مباشرة. وليس أمامه إلا سلك طريق واحدة، وعرة، بيد أنها توصل إلى الوفاء لروح أبي الفنون. ذلك هو الشعر. أما الأدوات التي سيتوسّل بها لإدراك هذا المرقى التعبيري على الركح فكثيرة، منها الرمز والإيحاء. وسائل يرى صاحب “انصراف العشاق” أنها كفيلة بالحفر في أعماق المتلقي ونقله من حال إلى حال لتحرير جسده ووجدانه. وحتى يتحول “كرسي الاعتراف” إلى «وجبة فنية ولحظة إبداعية» بتعبيره على الخشبة اختار عبد الحق الزروالي الفخامة في الديكور، ليس بهدف الإبهار بالمعنى المسرحي للكلمة، وإنما تحقيقا للتناغم والانسجام مع بقية مكونات عمله المسرحي الجديد. كما ارتأى أن يجعل من الموسيقى خلفية لتحفيز خيال التلقي عاملا على مسرحة بعض الأغاني. الموضوع في “كرسي الاعتراف” هو الإنسان مرة أخرى. خارج زمن معين ومكان محدد، لأن الرهان بالأساس على الإنسان الكوني الذي ينشده الزروالي. المشكل الذي يواجهه في عمله الجديد مثلما في غيره مما سبق، هو كيف يحقق تلك الكلية التي تجعل المخرج والممثل والدراماتورج والكاتب والسينوغراف نسيج خطاب فني واحد، بقدر ما يحمل من تعدد بقدر ما يصدح به من وحدة. ووحده العرض كلحظة إبداع كفيل بفك خيوط هذه العقدة. بعيدا عن إعانة وزارة الثقافة، قريبا من دعم مسرح محمد الخامس، يرى “كرسي الاعتراف” النور على الخشبة. ومعه يحيى الزروالي ولادة جديدة تشهد عليها كاميرا القناة الأولى بتصوير فصولها الفرجوية وبثها على قناة دار البريهي. أما دوزيم، فلبطل شريط “مسعود” موعد مع المخرج عبد الكريم الدرقاوي الأسبوع المقبل لتصوير دور البطولة في فيلم تلفزي آخر يعيده إلى شاشة الدراما المغربية. عبد العالي دمياني