بعد سبعة أيام من توقفها، قاطرات شركة «كازا طرام » تعود إلى سكتها من جديد. كان ذلك مساء يوم الثلاثاء الماضي. المواطنون البيضاويون الذين اعتادوا التنقل عبر هذه الوسيلة، تنفسوا أخيرا الصعداء وهم يتابعون ظهور القاطرات بين الفينة والأخرى، وإن كان ذلك بشكل متقطع في البداية، خاصة بعد أيام متتالية من الارتباك جراء الإضراب الذي نفذه مستخدمو الشركة. عودة الحياة إلى الطرامواي جاءت بعد تدخل لوزير النقل صباح يوم أمس الأربعاء وذلك بموازاة مع قرار نقابة اتحاد الجامعات الوطنية لسائقي ومهنيي النقل بالمغرب، تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية، والتي تم تفريقها من لدن القوة العمومية، وكذا تراجع المضربين عن تنظيم وقفة ثانية أمام القنصلية الفرنسية في آخر لحظة. مصدر من إدارة الشركة وفي اتصال بالجريدة، أكد عودة حركة الطرامواي إلى طبيعتها مساء يوم أمس الثلاثاء، وإن بشكل تدريجي، قبل أن تستأنف صبيحة أمس الأربعاء في تقديم خدماتها إلى المواطنين عبر محطاته في مختلف أنحاء العاصمة الاقتصادية. استئناف العمل تم بنفس الوتيرة السابقة، ب 33 قاطرة في اليوم، وبمعدل خمس دقائق لكل رحلة، مع ضمان كافة الخدمات المقدمة على متنها أو في محطات التوقف. المصدر أضاف « أن العودة إلى العمل تمت بدون شروط مسبقة، بعد أن عبر نسبة مهمة من المستخدمين عن رغبتهم في استئناف العمل ، حيث حرصت الشركة التأكيد على الحوار الداخلي معهم ، دون تدخل لأي طرف خارجي وهو ما تم قبوله من لدن المضربين ». وبخصوص النقط موضوع الخلاف والتي كانت سببا لإضراب المستخدمين أكد المصدر « أن مطلب الزيادة غير ممكن في الوقت الحالي، كما أن إلغاء العقوبات مسألة غير واردة، نظرا لكون هذا المطلب له علاقة بعنصر السلامة أثناء السياقة وأمن الركاب». أما مطلب الزيادة من عدمها، فإن المصدر أكد أن « الشركة قد بادرت قبل أن يخوض المستخدمون الإضراب المفتوح إلى زيادة طبيعية بنسبة 20 في المائة، لفئات محددة من المستخدمين كحراس المحطات ، وهي زيادة لاعلاقة لها بالحركة الاحتجاجية الأخيرة». بلاغ الشركة الذي أعلن من خلاله عن توقف الإضراب سار في نفس الاتجاه من خلال تشديده على « أن الشركة تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات الضرورية في المستقبل في حال عرقلة أو تدخل أطراف خارجية للشركة في مسار الحوار مع مستخدميها ،أو منع الاستغلال الطبيعي لخدماته، والحرص على ضمان جودتها للمواطنين». بالمقابل فإن تعليق الإضراب جاء وحسب البيان التوضيحي لنقابة اتحاد الجامعات الوطنية لسائقي ومهنيي النقل بالمغرب، بعد توصل رئيسها بمكالمة هاتفية من وزير التجهيز والنقل عزيز رباح، والذي تعهد فيها – حسب البيان- دائما بالسهر شخصيا وباسم الحكومة على ضمان فتح باب الحوار الجاد والمسؤول مع المكتب االنقابي «كازاطرام» لإيجاد الحلول الملائمة، وتسوية الخلاف حول الملف المطلبي». البيان التوضيحي أضاف أنه و«مباشرة مع ذلك قررت نقابة اتحاد الجامعات تعليق الإضراب، ابتداء من 8 أكتوبر الجاري، استجابة لطلب وزير التجهيز والنقل، مع تشبث النقابة بإيجاد الحلول فيما يخص النقط الخلافية، كما أنها تحمل المسؤولية لإدارة الشركة، في حال عدم تجاوبها أو المس بأي مضرب بالعمل النقابي» حسب البيان دائما، وهو المنحى الذي زكاه عضو بمكتب مستخدمي كازاطرام حول دوافع تعليق الإضراب الذي دام سبعة أيام، وتسبب في شلل شبه كلي لحركة تنقل المواطنين عبر قطارات الطرامواي. محمد عارف / سعد داليا