كان مجموعة من العمال ينتشرون، صباح أمس، على طول المحور الطرقي بجوار محطة الأداء للطريق السيار الرابط بين طنجة وأصيلة، حين كانت الأشغال تسير على قدم وساق استعدادا لمرور الموكب الملكي، في الوقت الذي كان يبدو فيه موقع مشروع للاسلمى المجاور للطريق الرئيسية مهجورا بعدما طالت مدة ترقب استئناف أشغال بنائه من جديد. مشروع إقامة مستشفى جهوي للأنكولوجيا بطنجة توقف في منتصف الطريق ، دون سابق إنذار، بعدما كان من المفروض أن يكون قد شرع في استقبال مرضى السرطان بجهة الشمال، حين انتظر المصابون بهذا المرض الخبيث من المقيمين بهذه المنطقة ، طويلا لكي يتحقق حلمهم في إنجاز مثل هذا المركز ، ليخفف عنهم معاناتهم في التنقل إلى الرباط بحثا عن العلاج. الأشغال بورش بناء هذا المشروع، ظلت متعثرة منذ أكثر من سنة، تارة تسير ببطء شديد وتارة أخرى تشل حركتها تماما، واستمر الحال على ما هو عليه دون أن يتم تحديد مصير هذا المستشفى الذي تفتقده جهة طنجةتطوان ، حين لم تتحقق وعود المسؤولين عن تدبير قطاع الصحة العمومية. آخر حديث رسمي عن هذا المشروع كان في شهر أبريل من العام المنصرم داخل مجلس النواب ، حين أجاب وزير الصحة الحسين الوردي عن سؤال حول هذا الموضوع ، أعلن فيه عن انتهاء أشغال بناء المستشفى المختص في علاج الأمراض السرطانية مع نهاية سنة 2012 ، في إطار مخطط البرنامج الوطني لتقليص الإصابة والوفيات المرتبطة بهذا الداء. لكن وبعدما تأخر موعد افتتاح هذا المستشفى، لم يتم تقديم أي مبرر حول أسباب توقف الأشغال بورش المشروع ، حين فضلت جميع الأطراف الصمت ، وعدم تقديم أي توضيح للرأي العام، في غياب ما يفسر طبيعة هذا العجز الذي حال دون إتمام مرحلة بنائه وتجهيزه. استمرار هذا الوضع أثار استياء المئات من المرضى وأسرهم، بعدما ظل مطلب توفير هذا المستشفى بمنطقة الشمال، يداوله بإلحاح عدد من المنتخبين وجمعيات المجتمع المدني ، وسط حالة ترقب من الساكنة منذ عدة سنوات، قبل أن يتم الإعلان عن إنجاز هذا المشروع، حين كان مقررا أن يتم افتتاحه سنة 2010 ثم تأجل إلى نهاية السنة المنصرمة، دون تحديد موعد جديد. جمعية للاسلمى صاحبة المشروع تعهدت بتنفيذ ما التزمت به حول إنجاز المستشفى الجهوي للأنكولوجيا بطنجة ، بشراكة مع مؤسسة أبوظبي الدولية للخدمات الطبية ، بعدما حصلت على تبرع من أمير إماراتي ، وهو ما يستبعد وجود عجز مالي ، وإن كانت بعض الأطراف ترجح ارتباط تعثر المشروع بصرف ميزانيته ، فيما تؤكد وزارة الصحة بأنها لا تتحمل أي مسؤولية بالنسبة لتوقف الأشغال بالورش باعتبار أن دورها يقتصر على تزويد المستشفى بعد افتتاحه بالأطر الطبية ، وهكذا ما على المرضى المهددين بشبح الموت تحت تأثير داء السرطان إلا المزيد من الانتظار. محمد كويمن