إيقاف 13«حراكا» مغربيا بميناء الجزيرة الخضراء انتفاخ غير عادي في حقيبة للأمتعة. مغربي آخر مختبأ داخل حقيبة وهو يعاني من صعوبات في التنفس، دقائق بعد ذلك سيتم اكتشاف مواطنة مغربية مختبأة داخل حقيبة ثانية على متن سيارة مهاجر. هكذا كانت مشاهد الحيل، التي ابتدعها مهربو البشر تتلاحق، أمام عناصر الحرس المدني الاسباني. في النهاية جميع «الحراكة»، يقدمون نفس الرواية تقريبا. إنه الحلم إلى العبور إلى الضفة الأخرى، من أجل تأمين لقمة العيش. مثل هذه المحاولات تكررت كثيرا خلال الفترة الأخيرة. محاولات تتزامن مع عودة المهاجرين المغاربة إلى دول الإقامة. ميناء الجزيرة الخضراء، شهد مع نهاية شهر غشت المنصرم، توافد أعداد كبيرة من سيارات المهاجرين ، القادمة من موانئ طنجة المتوسط وسبتة ، وهو ما جعل مجموعة من المهاجرين يستغلون هذه الفترة لتهجير بعض أقاربهم وأصدقائهم بطرق غير قانونية. الحرس المدني الاسباني أعلن مؤخرا عن إيقاف أزيد من 13 شخصا، في ظرف أسبوع ، جميعهم مغاربة، بعد تورطهم في عمليات للتهجير السري، حين تم العثور على 7 مرشحين للهجرة غير الشرعية، كانوا مخبئين بطرق مختلفة على متن سيارات المهاجرين المقيمين بالخارج في رحلة العودة إلى دول المهجر. قبل ذلك، أحبطت الشرطة الاسبانية محاولة ل «الحريك»، أثارت فضول العاملين بنقط المراقبة بميناء الجزيرة الخضراء، حين تم اكتشاف شاب ( 24 سنة ) وشابة ( 27 سنة)، ينحدران من المغرب، بين أمتعة السفر بحقيبة سيارة مرقمة بالخارج ، وتبين بأن صاحبها (السيارة) استلم منهما مبلغ يقدر ما بين 6000 و6500 أورو مقابل تهجيرهما. صندوق السيارة استعمل أيضا من أجل إخفاء طفل قاصر بين الأمتعة، قبل أن يجد سائق السيارة وزوجته وشخص آخر كان برفقتهما أنفسهم في قبضة عناصر الحرس المدني الاسباني، حين تمكنوا من تجاوز المحطة الجمركية لميناء طنجة المتوسط، بعدما تم العثور على المرشح للهجرة السرية بين حمولة الملابس عند استعداد السيارة التي كانت تنقله عبور بوابة ميناء الجزيرة الخضراء. حالة أخرى تتعلق هذه المرة بعملية تزوير، حين تم اكتشاف جواز سفر مزيف بحوزة سيدة مغربية ، وهي في رحلتها إلى جانب أقاربها المقيمين بالخارج ، الذين اختاروا تهجيرها بتمكينها من وثائق سفر حصلوا عليها مقابل مبلغ ألف أورو ، حسب ما صرحوا به للشرطة الاسبانية بالجزيرة الخضراء. محاولات أخرى كان مآلها الفشل، بسبب باستعمال الكلاب المدربة. في شهر غشت المنصرم، تم العثور على فتاة، لم يتجاوز سنها 20 سنة، مخبأة داخل كيس بلاستيكي من الحجم الكبير، كانت تعتزم دخول الأراضي الاسبانية، قبل أن يوقف أمن الجزيرة الخضراء السيارة التي كانت تنقلها، بينما تم ضبط حالات أخرى لإخفاء مرشحين في مكان عجلات الإنقاذ أو في خزان البنزين، أو وسط محرك السيارة. الإقبال على الحريك بالرغم من إعلان العديد من المهاجرين عن انعدام فرص العمل بمجموعة من الدول الأوروبية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها ، يثير الكثير من الاستغراب أمام إصرار البعض على تنفيذ مغامرتهم ولو كلفتهم حياتهم. محمد كويمن