مازالت وسائل النقل البحري والجوي بالحسيمة دون متطلبات المنطقة التي يضطر أبناؤها المهاجرون إلى الوصول إليها عبر موانئ الناظور أو مليلية أو سبتة المحتلتين. ويظهر النقص على مستوى البنية التحتية بشكل واضح في استقبال الأعداد المتزايدة من المهاجرين سنة بعد أخرى فالمتوفر منها ليس في مستوى كثافة العائدين الذين يعانون في رحلة الذهاب والإياب بسبب قلة خطوط الربط وقلة الخدمات التي تقدم لهم بميناء الحسيمة، حيث تظل دون مستوى انتظارات المهاجرين الذين يظلون أياما عديدة تحت لفحات الشمس الحارقة ينتظرون دورهم في طابور لا ينتهي من السيارات للعبور إلى وطنهم أو الخروج منه. وحسب مصادر من الوكالة الوطنية للموانئ بالحسيمة، فإن شللا شاملا قد أصاب الملاحة البحرية بالميناء، وذلك رغم توفره على خطين بحريين يربطان مرفأ الحسيمة بمينائي ألميرية و مالقا الإسبانيتين. وأضافت ذات المصادر أن اتصالات تجريها بعض الشركات البحرية لاستغلال الخطين السابق ذكرهما إلا أنها تبقى غير مؤكدة وذلك لاعتبارات شتى ترتبط في جانب منها بالبحث عن الباخرة التي تلائم الرسو والإبحار من ميناء الحسيمة، الذي لا يستوعب البواخر الكبيرة. ومن جهة أخرى فإن الخط الذي يربط بين مينائي مالقا والحسيمة قد توقف منذ أزيد من 4 سنوات بسبب إفلاس الشركة المالكة لذات الخط وتقرير لجنة السلامة والمراقبة الذي كان قد أشار إلى افتقار الباخرة التي تربط بحريا بين المدينتين لشروط العمل المناسبة للقيام بالرحلات البحرية. وكان ميناء الحسيمة قد استفاد ومنذ السنة الحالية من خط بحري جديد يربط ميناء الحسيمة بميناء موتريل الإسبانية بباخرة يصل طولها إلى 143متر، تسع لأزيد من 1500 مسافر وأزيد من 450 سيارة، إلا أن ذات الخط لم يعمر طويلا إذ سرعان ما توقفت خدماته بعد أن قررت الوكالة الوطنية للموانئ منع الباخرة من الرسو بميناء المسافرين. وفي اتصال بالجريدة عبر العديد من المهاجرين عن خيبة أملهم من غياب خطوط الربط البحري والجوي بالحسيمة، وهو الأمر الذي يزيد من معاناتهم من خلال بقائهم لأيام عديدة داخل الموانئ الإسبانية، وكذلك انعدام التذاكر وقلة البواخر التي تربط بميناء الناظور. هذا في الوقت الذي بدأ يتحدث فيه مهاجرون آخرون عن المضاربات الساخنة التي تشهدها التذاكر بالسوق السوداء بالمينائين المذكورين، والتي تباع بأضعاف ثمنها الحقيقي وكثرة الوسطاء في غياب أدنى مراقبة من المصالح المغربية والاسبانية. من جهة أخرى وبعد توقيف الخط البحري الوحيد الذي يربط الحسيمة بأوربا، طالب والي جهة الحسيمة من المسؤولين بالوكالة الوطنية للموانئ بالحسيمة، بالإسراع في الترخيص لباخرة «أرماس» للرسو. واعتبر أن الباخرة وبعد عملية الاختبار الأولى رست بسلام بالميناء وبدون أن تشكل أي خطر على تجهيزاته، وذلك في الوقت الذي يتحدث فيه ممثل الشركة عن وجود عدة عراقيل وصفها ب«الإدارية» تحول دون انطلاق الرحلات. ورغم انطلاق خط البحري المذكور، وإعلان عملية «مرحبا 2013 »، إلا أن محطة المسافرين سرعان ما شلت حركاتها بعد منع الخط الوحيد، ونقله بالمقابل لميناء الناظور، دون مراعاة الوافدين من مغاربة الخارج الذين اشتروا أزيد من 2500 تذكرة، حيث تفاجؤوا بتغيير رحلتهم بدل ذلك لمدينة الناظور ليتوقف بذلك ميناء المسافرين بالحسيمة إلى إشعار آخر.