«لقد قمنا بمراسلة وزير الطاقة والمعادن من أجل التراجع عن فكرة الشراكة المفروضة على الجمعيات، من أجل الاستفادة من البرنامج النموذجي للأكياس البيئية البديلة المصنوعة من الثوب، لأننا نعتقد أن فرض شراكة بين مجموعة من الجمعيات يصطدم مع مفهوم الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة»، يقول عبد العالي الرامي رئيس جمعية منتدى الطفولة خلال اتصال هاتفي مع جريدة «الأحداث المغربية ». وكانت عدة جمعيات في كل من الرباط، سلاومراكش، قد تقدمت بتصورها بعد الإعلان الخاص بالبرنامج النموذجي للأكياس البيئية البديلة، الذي أعلنت عنه وزارة الطاقة والمعادن بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة. غير أن المسؤولين عن هذا البرنامج طلبوا من الجمعيات التي وقع عليها الاختيار أن تنتدب جمعية واحدة لإبرام اتفاقية شراكة مع قطاع البيئة، وبعد ذلك تعمل هذه الجمعية على إبرام شراكة مع باقي الجمعيات التي تم اختيارها، على أن تتوصل الجمعية الأولى بمبلغ الدعم كاملا، وتقوم بالتنسيق مع باقي الجمعيات. «أعتقد أن هذه الصيغة لا تراعي إستقلالية كل جمعية، وتوجهها، ورؤيتها الخاصة، لأن الجمعية التي ستقوم بإبرام اتفاقية مباشرة مع الوزارة هي من ستحاول فرض رؤيتها على الباقي، وهذا كفيل بإعاقة المشروع، وقد تعلل أصحاب هذه الخطوة بأنها تساعد في تسريع تمرير الغلاف المالي المخصص للتوعية، على أن تقوم التحالفات الجمعوية بتقسيم الموارد المالية، وهذه خطوة غير مقبولة» يقول الرامي معلقا. رفض جمعية منتدى الطفولة لفكرة الشراكة الإنتقائية، قابله انخراط جمعيات من سلاومراكش، حيث من المتوقع أن تستفيد مدينة مراكش من أزيد من 177 ألف كيس بيئي من الثوب، ودعم مالي يقدر ب152 ألف درهم على دفعتين. ومن المقرر أن تستفيد الرباط من حوالي 108 ألف كيس بيئي من الثوب، ودعم مالي يقدر ب 202 ألف درهم. وستتم هذه العملية عبر أربع مراحل، تقوم خلالها الجمعيات بتوزيع الأكياس في أهم الأحياء ومراكز التسوق بالمدينة، مع القيام بحملات تحسيسية تنبه الساكنة إلى الآثار السلبية لأكياس البلاستيك على البيئة والصحة، وتشجيع استعمال أكياس بيئية بديلة كأكياس الثوب، وذلك بقصد تعزيز مكاسب البرنامج الوطني للتخلص من الأكياس البلاستيكية. كما تقوم الجمعيات المستفيدة من الشراكة، بتأطير جمعيات محلية أخرى، وتوزيع مطويات توضيحية على الساكنة، مع استقصاء آراء المواطنين حول استعمال أكياس الثوب وباقي بدائل أكياس البلاستيك عبر تعبئة بعض الاستمارات، إضافة إلى إنجاز تقرير مالي وتقني مفصل عن كل حملة تحسيسية. سكينة بنزين