انفجار قوي، يليه صراخ لعامل وجد مطروحا أرضا وهو يتلوى من الألم والنيران تلتهم جسده بالكامل، قبل أن يتدخل بعض زملائه لإطفاء النيران بواسطة قنينات إطفاء الحرائق . مشهد محزن ومريع عاينه مجموعة من العمال زوال يوم الجمعة الماضي بداخل" الشركة العالمية للصلب " الكائنة بمدينة مديونة نواحي البيضاء، حين انفجر محول كهربائي كان ضحيته المرحوم أحمد خنفوري البالغ من العمر 27 سنة، و الذي نقل بواسطة سيارة إسعاف تابعة للشركة في حالة خطيرة إلى إحدى المصحات بالبيضاء، ليتم وضعه داخل وحدة العناية المركزة، لكنه أسلم روحه صباح يوم السبت مخلفا وراءه صبيا لا يتجاوز عمره 20 يوما . أسباب انفجار المحول الكهربائي وإن بدت غامضة ومبهمة حسب مجموعة من العمال بالشركة،لكنهم يحملون المسؤولية للشركة التي تفتقد حسب قولهم لمجموعة من الإجراءات الوقائية والأمنية لتفادي سقوط مزيد من الضحايا، خصوصا أن الشركة التي انطلق العمل منذ حوالي سبع سنوات تشغل حوالي 300 عامل،راح من بينهم لحد الساعة أربعة ضحايا نتيجة لحوادث شغل قاتلة ورهيبة في نفس الوقت، من بينهم إطار من جنسية تركية انغلق عليه باب أوتوماتيكي لأحد أفرنة صهرالحديد ،وعامل مغربي وجد نفسه محشورا بين كماشتي رافعتين متحركتين، وآخر لفظ أنفاسه متأثرا بالحمم التي لفظها في وجهه فران.