كاد حريق شب بحافلة لنقل المسافرين، زوال أول أمس الاثنين، في الطريق السيار ضواحي المحمدية أن يقضي على 49 مسافرا كانوا على متنها، ضمنهم السائق والجابي. وعلمت «المساء» أن الحافلة، التي تعمل منذ حوالي شهر على الخط الرابط بين مدينتي الدارالبيضاء والقنيطرة، كانت قادمة من محطة البيضاء (أولاد زيان) في طريقها إلى مدينة الرباط، حيث اشتم المسافرون ومعهم السائق والجابي رائحة دخان ناتج عن تماس كهربائي في أحد أجهزتها، مما جعل السائق يسارع إلى إيقاف الحافلة على بعد حوالي 300 متر من قنطرة وادي «النفيفيخ» غرب المحمدية وداخل تراب مدينة المنصورية التابعة لدائرة بوزنيقة في إقليم ابن سليمان. وقال السائق في تصريح ل»المساء» إن النيران كانت قد تسربت إلى عدة أجزاء خلف الحافلة وإلى صندوق أمتعة المسافرين السفلي، قبل أن يدوي انفجار قوي ناتج عن انفجار عجلة الحافلة الخلفية، وهو ما زرع الرعب في نفوس المسافرين الذين سارعوا إلى الابتعاد عن الحافلة الملتهبة. فيما أفاد السائق، أنه حاول جاهدا، رفقة زميله الجابي، إخماد الحرائق باستعمال قنينة إطفاء الحريق، كما تدخل مجموعة من أصحاب الشاحنات لمساعدتهم دون جدوى، لتأتي النيران على كل أجزاء الحافلة، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية، التابعين لعمالتي المحمدية وابن سليمان، لإخماد النيران وإزالة هيكل الحافلة من الطريق السيار من طرف مسؤولي الطريق السيار، وفك الازدحام الذي أعاق السير لمدة زادت على ساعتين. وكاد حرق الحافلة أن يتسبب في ثالث كارثة بشرية في دائرة بوزنيقة في ظرف أسبوع، بعد حادث غرق 32 عاملاً في شركة «ليوني» المتخصصة في صناعة الأسلاك الكهربائية في بوزنيقة، بعد أن جرفت مياه وادي «الشقيق» حافلتهم، وبعد حادث التسمم الجماعي الذي أصاب أزيد من 200 عامل تناولوا وجبتي عشاء وغذاء داخل مطعم نفس الشركة. وأكدت مصادر ل»المساء» أن الحافلة في ملكية شخصين كانا قد اشترياها منذ حوالي شهر من خردةحافلات السياحة، التي بيعت في إطار سمسرة عمومية (السيزي) بمبلغ 22 مليون سنتيماً، وهو مبلغ قال عنه بعض المسافرين الضحايا إنه لا يكفي حتى لشراء سيارة يمكنها التنقل بشكل يومي بين العاصمتين دون وقوع أعطاب فيها، واعتبروا أنهم كمسافرين ضحايا عبث أصحاب مأذونيات النقل وعبث الجهات المكلفة بمراقبة الحافلات والفحص التقني السنوي.