طعن شاب والده (60 سنة) حتى الموت بحي الرحمة أول أمس الخميس بمدينة سلا، على وقع جريمة بشعة استنكرها كل الحاضرين. وحسب مصدر مطلع فقد امتنع الأب عن مناولة ابنه وهو شاب في العقد الثالث من عمره بعض المال من أجل العودة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، بعد أن كان قضى حوالي تسع سنوات بإسبانيا وهو في وضعية غير قانونية، قبل أن تقدم السلطات الإسبانية على ترحيله قرابة سنة. ومنذ ذلك الحين ظل يراوده الحنين من أجل العودة إلى أوروبا مهما كلف الثمن، لكن لا أحد كان يتوقع أن الثمن سيكون حياة والده، الذي كان في كل مرة وحين، ينهره كلما طلب منه المال من أجل العودة إلى الضفة الأخرى، بل كان يطالبه بالبحث عن شغل ببلده، والكف عن الحلم الضائع "والرزق المعلق" بحسب إفادة بعض الجيران. وأمام تجاهل والده لمطلبه الملح، استشاط غيظا ودخل معه في شنآن انتهى بجريمة قتل يوم الخميس، بعد أن وجه له الابن طعنة على مستوى العنق فأرداه قتيلا، وأطلق ساقيه للريح إلى وجهة غير معلومة. إخطار مصالح أمن سلا بجريمة قتل غير عادية، استنفرت كل عناصرها وانطلقت تبحث عنه، قبل أن تتمكن عشية نفس اليوم من اعتقاله بالقرب من مدينة القنيطرة، وبعد مواجهته بالمنسوب إليه، أقر خلال البحث الأولي معه أنه تحت تأثير الغضب الشديد، ورغبته الجامحة في العبور إلى الضفة الأخرى، لم يستطع ضبط أعصابه. الجاني سيحال يوم السبت على أنظار الوكيل العام لدى استئنافية الرباط من أجل تعميق البحث معه، والنظر في التهمة الموجهة إليه. الرباط: ادريس بنمسعود