هل بدأت الثورة تأكل أبناءها؟ فطبول الحرب بدأت تقرع بمستشفى الحسن الثاني بأكادير بين الممرضين والأطباء، حيث بدأ كل واحد يسعى إلى تسويد الوزرة البيضاء للآخر. البداية كانت أول أمس بمسيرة احتجاجية غاضبة بين أقسام مستشفى الحسن الثاني بأكادير مرفوقة بالشعارات واللافتات المنددة. الوقفة نظمها الممرضون بالمستشفى وبالمراكز الصحية، مراكز التشخيص، وصبت جام غضبها على الطبيبة خاصة، وعلى «مجموعة الأطباء وطرق تعاملهم مع المرضى». معاملة يقول عبد اللطيف لبعاوي عن الكونفدرالية الديموقراطية للشغل خلال الوقفة إنها «لم تستثن حتى الحارس العام للمستشفى الذي قضى 37 سنة من الخدمة بتفان ونكران ذات، فوجد نفسه في لحظة احتضار يهان بقسم الأنكلوجيا التابع لمستشفى الحسن الثاني بأكادير»، وأضاف أن «طبيبة مسؤولة رفضت الانتقال من مكتبها إلى الغرفة حيث يرقد لتشخيصه وأصرت على انتقاله هو إلى مكتبها مع أنه طريح الفراش في أيامه الأخيرة، ولم يعد يقوى على الحركة والجلوس وعند تنقيله ردت ما عندي ما ندير ليك»، واعتبر عبد الجليل ثمانين كاتب عام الاتحاد المغربي أن الطبيبة «تعاملت بفظاظة مع زوجته أمر حز في نفسه وتركه يغادر الحياة باكيا من سوء معاملة قسم الأنكولوجيا، ومن زملاء بمستشفى أفنى وردة عمره في خدمته، وأن صورة الراحل قبل أن تفيض روحه جعلت الممرضين يخرجون بتلقائية للتنديد بما تعرض له زميلهم. ويفتحون النار على بعض الأطباء وليس كلهم، لأن بينهم دكاترة يضحون بوقتهم من أجل الصالح العام». «الاحتجاج على الطبيبة مجرد نقطة أفاضت الكأس» يقول عزيز مارس من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لأن «مسلسل الإهمال الذي يطال المواطنين امتد حتى للعاملين بالقطاع، وليس هنا المناسبة للكشف عن تفاصيله» وطالب المندوبية الجهوية للصحة ب «فتح تحقيق فيما وقع». «أطباء قسم الأنكولوجيا يتعاملون بشكل ساد ومتعجرف لأن الأميرة لالة سلمى تشرف عليه، مع أن سموها انخرطت في الحرب على السرطان للتخفيف من معاناة المرض البسطاء ومسح دمعتهم وليس لدفعهم يغادرون الدنيا باكين» يصرح محتجون أول أمس. اتهامات كثيرة كالها الممرضون المحتجون لقسم الأنكلوجيا، وطالبوا بفتح تحقيق في طرق اشتغاله، وطرق توزيع الأدوية.. وبينما كانت حناجر الممرضين تتعالى بساحة المستشفى، كان أطباء القسم يجتمعون بقاعة الاجتماعات حول ما وقع، وانتدبوا من يتحدث عنهم للصحافة. يرى قسم الأنكولوجيا أن الطبيبة الشابة تعاملت مع المرحوم زميل الممرضين بشكل سليم، لم يختلف على الطريقة التي تستقبل بها باقي المرضى، وأن المحتجين لم يستسيغوا هذا السلوك الجديد، من دكاترة شباب بعقلية متجددة، تشتغل بتفان بالقسم المذكور وتجعل المرضى سواسية في المعاملة بدون مفاضلة، وكشف المسؤول أن مجموعة من الممرضين لا يتوانون في إحضار مرضى ليستفيدوا على حساب آخرين ولأنه لا يمكن تلبية طلباتهم، من أجل ذلك سعوا إلى تصفية حسابات جانبية لأهداف نقابية ترتبط بقرب عيد الشغل وكانت هذه الطبيبة كبش فدائها. وكشف المتحدث أن الأطباء سعوا إلى ضبط النفس وعدم الرد على احتجاج الممرضين باحتجاج مماثل، لأن هذا السلوك سيؤدي ثمنه المواطن أولا وأخيرا، لذلك اكتفوا بأن طلبوا من الإدارة بدورهم بفتح تحقيق نزيه في النازلة، ووعدوا أن يوافوا الصحافة بنسخة منه.