لم تعد تجارة مخدر الشيرا بالتقسيط بمراكش حكرا على المروجين المغاربة، حيث أكدت المعطيات والوقائع،دخول بعض الاجانب الغربيين دروب هذه التجارة المحرمة.مقيم فرنسي يعمل أستاذا ببعض إحدى المؤسسات التعليمية التابعة للبعثة الفرنسية، رمى المصالح الأمنية بمنطق الحكمة الشعبية المغربية " الفقيه اللي نترجاو بركتو، دخل لينا للجامع ببلغتو"،حين تم ضبطه"بشميعتو"، وهو بصدد ترويج"شي بركة ديال الحشيش". سريالية المشهد ستبرز، مع وقوف المحققين على طبيعة الزبناء الذين يتشكلون في مجملهم من تلامذة المؤسسة التعليمية،التي يعمل مدرسا بها، محققا بذلك شعار" في المقربين أولى". تفاصيل القضية انطلقت،حين تناهى إلى علم فرقة محاربة المخدرات بولاية أمن مراكش، معلومات حول نشاط الفرنسي في مجال ترويج المخدرات، ومن ثمة انطلاق عمليات ترصد ومراقبة،لإيقافه متلبسا بالجرم المشهود. نهاية الأسبوع المنصرم، تأكد تواجد المعني بإحدى المقاهي المبتوتة على طول فضاءات المنطقة السياحية جيليز،وبحوزته كمية من الشيرا، لتنتقل فرقة صوب المكان المحدد،وتعمل على توقيف الفرنسي وتفتيشه، لكتشف حوالي 25 غرام من المخدر المذكور. أمام هذه الحقيقة تم اقتياده مخفورا صوب مقر سكناه بحي عين مزوار، حيث اسفرت عملية التفتيش على العثور على كمية إضافية تقدر بأزيد من كيلو غرام من ذات المخدر. لم يتطلب الامر كثير تحقيق، حين شرع الفرنسي في سرد تفاصيل اعترافاته ،والتأكيد على زنه من مواليد سنة1946، استقر منذ سنوات بالمدينة الحمراء، ليشغل منصب استاذ باحدى المؤسسات التعليمية التابعة للبعثة الفرنسية بالمدينة. شروط"البلية" والإدمان على تعاطي الحشيش، جعلته ينتقل لمنطقة كثامة كمصدر مركزي للتزود بحاجياته من "النكعة"، ما ساعده في نسج علاقات مع بعض تجار الصنف،الذين شرعوا في تزويده بكميات كبيرة تفوق قدرة استهلاكه. أمام هذه الطفرة في مجال ادمانه، فكر المعني في تخصيص كمية من المخدرات التي يعمل على جلبها من كثامة، للترويج والبيع، ما سيوفر عليه ثمن استهلاكه الشخصي، وتحصيل ربح إضافي من شأنه سد منافذ الخصاص المادي لديه. لم يجد أحسن من بعض تلامذة المؤسسة التي يعمل بها، لاتخاذهم زبناء رئيسيون لترويج الكمية في اوساطهم،دون رادع أو وازع، حيث نجحت الخطة بشكل باهر، وتمكن الاستاذ-ياحسرة- في تحقيق هامش ربح من تجارته المحرمة. استمرت العملية طيلة أشهر،قبل أن تتلقف المصالح لأمنية أخبار نشاطه المحرم، وتعمل على توقيفه وإحالته على القضاء في حالة اعتقال بتهمة الحيازة وترويج مخدر الشيرا،لتكون الخلاصة بذلك"كل ماجرات المعزة فقرون الجبال، تخلصو فدار الدباغ". محمد موقس