كان أبطال الشريط المصور لعملية مرور الشاحنة المحملة بالمخدرات عبر ميناء طنجة المتوسط ، في وضع لا يحسدون عليه ، حين جعلتهم تسجيلات كاميرات المراقبة ، أول المشتبه فيهم ، في إطار البحث الذي تباشره عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية منذ تفجير هذه الفضيحة بداية الأسبوع المنصرم ، من خلال حجز أكبر شحنة من الحشيش المغربي بميناء الجزيرة الخضراء. المحققون ومن خلال مراجعة الصور التي رصدتها كاميرات المحطة البحرية لميناء طنجة المتوسطي للركاب ، عند ممر عبور شاحنات النقل الدولي نحو أرصفة الإبحار ، أثار انتباههم وجود جمركيين وشرطي إلى جانب حارس أمن خاص وأحد المستخدمين ، في لحظة مرور الشاحنة " المشبوهة " دون إخضاع حمولتها للكشف بجهاز " السكانير " ، وهي المقطورة نفسها التي أعلن عناصر الحرس المدني الإسباني بالجزيرة الخضراء عن ضبطها محملة بأزيد من 30 طنا من المخدرات. عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استمعوا إلى عدد من الأشخاص المعنيين، الذين كانوا يزاولون مهامهم بالميناء، مساء يوم تنفيذ هذه العملية، ومن بينهم جمركي وشرطي وعامل تابع لشركة الحراسة الخاصة، ظهرت صورهم بتسجيلات الكاميرات،حيث يشتبه في علاقتهم بأفراد شبكة التهريب التي أشرفت على عبور الشاحنة دون مراقبة ، وهو ما سيكشفه البحث من خلال تصريحاتهم الأولية للمحققين ، وقد أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بطنجة ، أول أمس ، بوضعهم تحت الحراسة النظرية ، في انتظار تقديمهم أمام النيابة العامة لتحديد التهم المنسوبة إليهم . أحد المشتبه فيهم من عناصر إدارة الجمارك بالميناء المتوسطي ، الذي كان حاضرا في فترة تجاوز الشاحنة لنقطة التفتيش قبل أن تصعد الباخرة وتبحر في اتجاه الجزيرة الخضراء ، لم تتمكن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من إيقافه ، حين اكتشفت بأنه غادر التراب الوطني عبر باب سبتة ، قبل يومين بعدما سلم لإدارته شهادة طبية ، كما لم يتم التوصل إلى مكان وجود مشتبه فيه آخر، وهو أحد المستخدمين بالميناء الذي كان يتولى إجراءات النقل والتصدير الخاصة بالشاحنة المذكورة. بالموازاة مع البحث الذي تقوم به السلطات الأمنية المغربية ، كانت مصالح الحرس المدني الإسباني قد أعلنت عن إيقاف سائق مغربي ، بعد حجز 32,3 طن من المخدرات بالجزيرة الخضراء ، كانت على متن مقطورة شاحنة مرقمة بالمغرب ، قدمت مساء يوم 27 أبريل الأخير من ميناء طنجة المتوسط ، بعدما كان أصحابها قد صرحوا بأنها محملة بشحنة من البطيخ موجهة إلى مدينة بير بينيون الفرنسية. مندوبة حكومة إقليم الأندلس ، اعتبرت – خلال ندوة صحفية عقدتها يوم الجمعة المنصرم – هذه العملية " تاريخية " ، وهنأت عناصر الحرس المدني والشرطة الإسبانية بالجزيرة الخضراء على هذا الإنجاز ، قبل أن تذكر بالمجهودات التي تقوم بها إسبانيا لمحاربة تهريب المخدرات ، من خلال الإعلان عن إحصائيات السنة الماضية ، التي تضمنت حجز حوالي 240 طنا من المخدرات من بينها 210 أطنان بالأندلس ، إلى جانب تمكن المصالح الأمنية الإسبانية من ضبط منذ مطلع السنة الجارية ما مجموعه 57 طنا ، حسب ما أعلنت عن ذلك المتحدثة ذاتها ، التي حاولت إثارة الانتباه حول كل هذه الأطنان من الحشيش ، التي يعد المغرب المتهم الأول بتصديرها نحو الأسواق الأوروبية حيث تنشط مختلف الشبكات الدولية للتهريب. محمد كويمن