تتعدد وتختلف الوسائل والهدف واحد، هو تنفيذ سرقة أو اعتداء بمدينة وزان. هكذا هو واقع الجريمة ومستواها الذي يسير نحو التطور، بعدما تغيرت خطط وأساليب بعض محترفي الجريمة بالمدينة في تسابق خفي وغير معلن مع السلطات الأمنية. فبعدما كانت ساكنة وزان تستفيق على خبر سقوط ضحايا الاعتداءات الإجرامية ببعض الأحياء التي أصبحت تشكل في نظر «الوزانيين» نقط سوداء، والولوج إليها ليلا مغامرة محفوفة بالمخاطر، أصبحت ساكنة المدينة تهتز على خبر عمليات سرقة الدكاكين التجارية الموجودة بهذه الأحياء التي تعرف تكاثر اللصوص، مما أصبح يرعب الساكنة و يرغمهم على المكوث في بيوتهم عند بداية مغيب شمس كل يوم، لكن هذه المرة لم يكن المستهدف في عملية السرقة المواطن فقط، بل أصبحت حتى الدكاكين الموجودة بهذه الأحياء التجارية عرضة للسطو والنهب. فقد تعرضت عدد من الدكاكين لعملية السرقة والسطو على ما بداخلها من مبالغ مالية و بعض المواد الثمينة والسلع. المحلات التجارية التي تمت سرقتها ليست كلها متواجدة في الأحياء الهامشية، بل منها من يوجد بجوار الشارع الرئيسي محمد الخامس، وأخرى بأحياء قريبة من مقر المنطقة الأمنية. وقد تمكن اللصوص من تنفيذ سرقاتهم والإفلات من قبضة رجال الشرطة. عمليات السرقة التي تعرضت لها هذه الدكاكين بمدينة وزان تم أثناء تنفيذها استعمال مختلف الوسائل، سواء بواسطة المفاتيح المسماة «باص بار تو»، أو عبر تكسير أقفال الأبواب أو اقتلاعها من جنباتها المتبثة في الجدران. وهنا تكمن الخطورة لأن الإقدام على هذه العملية يتطلب مجهود كبير ووقت طويل تستغرقه عملية الحفر على الحيطان، وما يترتب عن ذلك من ضجيج يمكن أن يثير انتباه الجيران أو بعض عابري الشارع في وقت متأخر من الليل، إلا أن احترافية المنفذين لم تثر أي انتباه إلى سرقاتها الليلية، وهو ما أثار استغراب واندهاش المواطنين، حيث تمكن منفدو عمليات السطو من الفرار والاستحواذ على كل ما طالته أيديهم. المصالح الأمنية بمدينة وزان وفي تقرير أصدرته، تقول أنها أوقفت عدد من المبحوث عنهم، واعتقلت مجموعة من مروجي المخدرات، الذين ينشطون بعدد من مقاهي المدينة. كما قامت باعتقال عدد من بائعي الخمور «الكرابة» ببعض الأحياء، واعتقلت أحد بائع السجائر المهربة وحجزت لديه عدد كبير من العلب. كل هذا خلال عمليات تمشيطية قامت بها في مدينة وزان، واستمرار هذه العمليات لتشمل محيط وأبواب المؤسسات التعليمية بالمدينة لتعقب الغرباء أو ما يسمى ب«العيصيرية»، الذين يعترضون سبيل التلميذات ويتحرشن بهن، ويحولون أبواب الثانويات إلى ساحات للعراك والمشاجرة، لكن لصوص الليل ومقتحمي المتاجر مازالوا يشكلون أشباحا ترعب المدينة.