لم تفلح الوساطات العديدة التي أجراها امحند العنصر الأمين العام لحزب “الحركة الشعبية” من التخفيف من حدة التجاذبات بين كل من المجموعة التي تترأسها حليمة العسالي والوزير محمد أوزين من جهة وبين المجموعة التي يقودها عبد القادر تاتو من جهة أخرى. آخر التجاذبات طفت على السطح السبت الماضي بمناسبة اجتماع منتدى الكفاءات الحركية في حضور وزير الداخلية والأمين العام للحزب. رئيس المنتدى المذكور الذي يرأسه عضو المكتب السياسي إدريس مرون والمحسوب على مجموعة العسالي وأوزين, جوبه بانتقادات عديدة خلال اللقاء من طرف عدة أعضاء بسبب ما سموه: “فرض مرون على رئاسة المنتدى من طرف مجموعة العسالي وأوزين ترضية له بعدما فشلت كل محاولات سابقة لاستوزاره أو تعيينه في أحد المناصب العليا”. مصادر حركية قالت إن غضب بعض أعضاء منتدى الكفاءات الحركية لم يتم احتواؤه إلا بتدخل شخصي من العنصر. وقد تمحور غضب المحتجين حول “قيام بعض الأطراف تغييب أطر الحزب الحقيقية لحسابات شخصية” في إشارة إلى الصراع الدائر حول منصب الأمين العام للحزب خلفا للعنصر الذي صرح في وقت سابق نيته عدم الترشح مجددا, وهو مافتح الباب على مصراعيه أمام صراعات داخلية لم يكن منتدى الكفاءات الحركية سوى محطة ضمن محطات أخرى من هذا الصراع المفتوح. غير أن المصادر ذاتها الحركية تفيد أن الصراع الدائر بين المجموعتين وصل حدا هدد معه عبد القادر تاتو بالانسحاب من الحزب, لكن تدخلات الأمين العام ووزير الداخلية حالت دون ذلك, ومرد ذلك, أن العنصر لا يريد تفجرا للأوضاع الداخلية للحزب قبل الوصول إلى محطة المؤتمر الوطني المقرر عقده السنة المقبلة. على أن مصادر أخرى تشير إلى أن تهديد تاتو بالانسحاب من الحزب يعود إلى كون مجموعة العسالي وأوزين سجلت العديد من التقدم في سعيها ليكون وزير الشباب والرياضة أمينا عاما بعد المؤتمر القادم. هذا التقدم يبرز خصوصا من خلال التحركات التي تقوم بها حليمة العسولي داخل الشبيبة الحركية, حيث نجحت في الدفع بالكثير من الأسماء في الشبيبة إلى دواوين الوزراء الحركيين خصوصا الداعمين لترشيح محتمل لأوزين لمنصب الأمين العام, مثل فاطمة الإدريسي, مونية الحمومي وهشام رحيل بديوان وزير الداخلية. هذه النقاط المسجلة من طرف مجموعة أوزين, جاءت بعدما قامت المرأة القوية بحزب الحركة الشعبية حليمة العسالي بالضغط على لحسن حداد, وزير السياحة ليقوم في وقت سابق بطرد هشام الهدوي عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الحركية من ديوانه, مباشرة بعد مطالبته أوزين بعدم التدخل في شؤون الشبيبة. في هذا الصدد, تؤكد عدة مصادر حركية, أن العسالي تدفع باتجاه السيطرة على الشبيبة من خلال تحديد سن العضوية فيها في 35 سنة لقطع الطريق على الكاتب الوطني الحالي عزيز الدرمومي المحسوب على عبد القادر تاتو, وفسح المجال إلى إحدى المقربات من أوزين وهي فاطمة الإدريسي عضو المكتب التنفيذي للشبيبة ومستشارة بديوان وزير الداخلية. وقد كان من المرتقب أن يجري المؤتمر الوطني للشبيبة الحركية دجنبر الماضي, لكن الصراعات بين المجموعتين حالت دون ذلك, ليصل الأمر إلى لقاء العنصر الشهر الماضي مع أعضاء المكتب التنفيذي للشبية في محاولة لتقريب وجهات النظر مطالبا إياهم بالعمل وحل صراعاتهم داخل المؤتمر المنتظر إجراؤه السنة الجارية, تفاديا لتفجر الوضع. لكن أحد المصادر القيادية في الحركة الشعبية يشدد على أن كل هذه التجاذبات قد تنتهي في حال قرر امحند العنصر الترشح مرة أخرى, وقتها سيقطع الطريق على محاولات المجموعتين المتصارعتين للوصول إلى منصب الأمين العام. مصطفى بوركبة