مدربو سيارات التعليم بالبيضاء وأرباب مدارس تعليم السياقة بالجنوب ينتفضون. هي أول وقفة احتجاجية غاضبة وطنيا على دفاتر تحملات عزيز رباح وزير النقل والتجهيز، المتعلقة بفتح واستغلال مدارس تعليم السياقة. عشرات من أرباب مدارس تعليم السياقة، جاؤوا من مدن سوس، وبعضهم من الصويرة ومراكش. اصطفت سياراتهم على طول الشارع المقابل للوقفة بأكادير، ليرفعوا عقيرتهم احتجاجا على “دفاتر خرجت دون إشراكهم وترغب في فتح مجال الريع للوبي المال على حساب المهنيين، في الوقت الذي يتبجح الرباح برغبته في القضاء على الريع” يقول المحتجون في كلماتهم. وبالبيضاء انتظم مدربو السياقة والمهنيون في وقفة أمام مركز تسجيل السيارات. شعارهم المركزي هو المطالبة بدمقرطة القطاع بعيدا عن المحسوبية والزبونية. وبعد حصة من الشعارات المنددة بدفتر التحملات الجديد وب«الاقصاء الممنهج» للمهنيين، عددت كلمة الجمعية المغرية لمدربي ومستخدمي سيارات التعليم، مجموع المحطات التي خاضتها الجمعية لمواجهة الاصلاحات التي مست قطاع تعليم السياقة. وقفة الجنوب التي نظمها المكتب المحلي لمهنيي سيارة تعايم السياقة المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للشغالين الذراع النقابي لحزب الاستقلال الحليف الاساسي بحكومة بنكيران، رفعت شعارات قوية ضد الحكومة من بينها “لا عدالة لا تنمية، حكومة فاشية”، وعدد بيان صادر عن الاتحاد العام للشغالين والنقابة المهنية لقطاع تلعيم السياقة بأكادير، جملة من هفوات دفاتر التحملات الجديدة من بينها تقليص المسافة بين المدارس من خمسمائة متر إلى 350 مترا، إلى جانب القوانين التي اعتبرت مجحفة وتخص شروط فتح محل تعليمي جديد. كما طالبوا بتخصيص حلبة تستجيب للمعايير الجاري بها العمل، والتنصيص على إشراك المهنيين في الترخيص للمؤسسات الجديدة، وإلغاء الشروط المتلعقة بمنصب مدير المؤسسة الممنوح للغير وليس لرب المؤسسة، وخلق تكوينات أولا لأرباب المدارس على النظام الجديد كما جاء بدفاتر التحملات. كريم متيح نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية لسيارات تعليم السياقة بأكادير، أعلن في تصريح عن رفض المهنيين لدفاتر الرباح، التي لم تأخذ بمقترحاتهم، فأقرت معايير مجحفة بخصوص شروط فتح مدرسة لتعليم السياقة، وما يرتبط بمساحة القاعة ومكتب المدير، إلى جانب فتح المجال للوبي المال للاستثمار في نوع من السيارات ودفع المهنيين للالتجاء إلى كرائه، ما سيؤدي بهم إلى حافة الإفلاس. غضب أرباب سيارات التعليم بالجنوب لم يكن أقل من صرخة المدربين بالبيضاء، فالكلمة التي ختمت وقفة البيضاء، وقفت عند المعارك التي خاضتها الجمعية منذ بداية التهييء لمدونة السير، ركزت على الكتاب الثالث الذي اعتبرت أنه «حرف عن الأصل في تغيير فاضح لمجموعة من مواده»، وهو ما جعل موقفها صارما منه. وعددت الكلمة جملة من المواد التي أقصت المهنيين، وتوقفت عند المادة 239 التي جزمت بعدم الجمع بين مؤسستي تعليم السياقة والسلامة الطرقية، واعتبرتها «ظلما كبيرا في حق المهنيين». كما عبرت عن رفضها للمادة 313 ووصفتها ب«المشؤومة جملة و تفصيلا»، حيث نصت على سحب شواهد الكفاءة المهنية دون وجه حق، وهددت باللجوء إلى القضاء. وبعد التذكير بسياق تغيير قانون السير الذي كان يروم الحد من حوادث السير، قالت كلمة الجمعية إن «أحسن وسيلة لتقليص هذه الآفة، هو التكوين المثالي والجاد للسائقين، وبالتالي وجب الاهتمام بالمدربين لأنهم اللبنة الأولى والركيزة الأساسية لتعليم السياقة والسلامة الطرقية. بين وقفة الجنوب والبيضاء، يواجه الرباح عاصفة احتجاجات من طرف مختلف مكونات القطاع، ويبدو مستقبل الالتزام بدفتر التحملات ضبابيا، والجامع بين الوقفتين هو رفض فتح القطاع على حساب المهنيين، سواء تعلق بإقصاء المدربين أو تعجيز أرباب سيارات التعليم في دفتر تحملات يعتبرونه متسرعا. دفتر فتح أذنه لغير المهنيين، ووضع المهنة في مأزق القادم من الأيام. ع.اخشيشن/اد. النجار