هي فنانة من العيار الثقيل غنت للحب وللوطن .. إذا غنت أطربت وإذا تحدثت صدقت، وهبت حياتها للغناء، وأبدعت في اختيار الكثير من الأغاني االتي يرددها الكثير من الناس ومن جميع الأجيال والفئات الاجتماعية. ونالت الكثير من الجوائز الوطنية والعربية خلال مسارها الغنائى. إنها الفنانة حياة الإدريسي صاحبة أغنية «كازا بلانكا» و«خايفة» وغيرها من الأغاني الناجحة، التي جعلت منها هرما من أهرام الأغنية المغربية ذات الموهبة المتفردة والصوت الاخاذ. أبت حياة الإدريسي إلا أن تشارك جمهورها العريض العاشق لأغانيها، جانبا من حياتها الخاصة بعيدا عن الأضواء، وتكشف بعض ما يجهلونه عنها وعن هواياتها وعن شخصيتها التي لا يعرفها إلا المبقربون منها. تحدثت عن نفسها بكثير من التواضع والخجل، لأنها إنسانة عادية متزوجة ولها أولاد تسهر على رعايتهم وتهتم بهم بعيدا عن كونها فنانة مشهورة على الساحة الغنائية المغربية التي قدمت فيها الكثير. «أنا كنكون فرحانة طول ما الناس اللي ضايرين بيا فرحانين ومرتاحين» تقول حياة الإدريسي معبرة عن شعورها بالسعادة كلما كان المحيطون بها سعداء، حتى ولو كانت تشعر بالتعب والعياء، فيما تشعر بالغضب والحزن حينما تكون أمام أناس محتاجين لكن ليس في استطاعتها تقديم يد العون لهم «مكنبغيش نشوف شي إنسان محتاج ولا مريض حيت كنتألم ليه» تضيف حياة موضحة أن الفنان أكثر إحساسا من الناس العاديين في مثل هذه الأمور. خاصة أنها تحب مساعدة الناس وتفرح بذلك. تحب حياة الإدريسي ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي في الهواء الطلق، بالرغم المخاطر والمضايقات التي يمكن أن تتعرض لها في الشارع «كنبغي نمشي للغابة ولبحر لكن احنا الفنانة محرومين من هاد الشي» تضيف حياة. وكذلك تهوى السباحة وقراءة الكتب لدرجة أنها يمكن أن تستيقظ في الصباح لتجد بجانبها عددا من الكتب، فحياة تحب أن تقرأ في جميع المجالات والميادين المختلفة. تعتبر حياة الإدريسي أن وقت فراغها من أي ارتباط فني بمثابة فرصة تتاح لها من أجل الاهتمام بأبنائها ورعايتهم، فرصة لتعيش كربة بيت شغلها الشاغل هو بيتها وأبناؤها، حيث تستيقظ باكرا من أجل إعداد الإفطار لأبنائها وثم القيام بأشغال البيت، سواء كانت المساعدة بالبيت أم لا. حياة الإدريسي طباخة ماهرة من الطراز الرفيع، لأنها تتقن تحضير كل «الشهيوات» المغربية، فيما تبقى الأكلة المفضلة بالنسبة لها هي الكسكس، وأيضا المعجنات بكل أنواعها، بالرغم من أنها تعتبر «أن كل ما هو مغربي لذيذ، حيت المطبخ المغربي لا يعلى عليه» حسب حياة الإدريسي. حياة الشهرة لم تغير شيئا في شخصية حياة الإدريسي التي مازالت تحافظ على صداقات طفولتها، التي لم تنجح أشغال وسبل الحياة في تفريقها تقول حياة «مازال كنمشي للحومة فين خلاقيت ونشوف جيرانا وصحاباتي»، وكذلك الأمر في المجال الفني اذ تعتبر أن جميع الفنانين أصدقاؤها، لأنها تحرص على أن تكون سباقة في أفراحهم وأحزانهم، لكن تبقى صديقتها الحميمة هي السيدة نعيمة سميح. «أنا كنشري اللي كيواتيني ويناسب عمري واخا مايكونش على الموضة» تقول حياة الإدريسي مشيرة إلى عدم اهتمامها بالتسوق من أجل مجرد الشراء فقط، لأن الإنسان كلما تقدم به العمر كلما نضج أكثر من جميع النواحي. لكن هذا لا يمنعها من الاهتمام بمظهرها وإعطاء صورة لائقة بثقافتها المغربية والمجتمع الذي تنتمي إليه، وبشخصيتها وتكوينها. حياة تشتري كل ما يعجبها من ملابس لأبنائها ولنفسها ولزوجها تقول «كنحماق على شي حاجة سميتها نتسوق حيت بحال الهواية عندي» خاصة ما يتعلق بأثاث وتحف البيت والتي ليس من الضروري أن تكون باهضة الثمن لكن يكفي أن تكون لها قيمة جمالية. أبناء حياة الإدريسي ورثوا عنها الحس الفني، لأنهم يتذوقون الفن ويستطيعون التفريق فيه بين الجيد والرديء، وهذا أهم شيء في المستمع، لكن لا أحد منهم يغني في الوقت الحاضر، إلا أن حياة تهتم بأن يتم أبناؤها دراستهم ليحصلوا على شواهدهم العليا«واللي بغا فيهم يدخل للفن خاصو يدرسو» لأنه ثقافة وله قواعده الخاصة به، بالإضافة للموهبة. «أنا كنلبس اللباس التقليدي حتى في الدار ملي كنستقبل الضياف أو في الأعياد» تقول حياة الإدريسي مؤكدة على حبها للباس التقليدي، وحرصها على ارتدائه سواء في حفلاتها أو في بيتها. تستخدم حياة الإدريسي الأنترنت في التواصل مع معجبيها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال المنتديات الخاصة بالبيئة، وبالتبرع بالدم، لأنها ترى أن الفنان يجب أن يكون قدوة حسنة لجمهوره. إلا أنها تجد مشكلة في الإجابة على جميع معجبيها الذين يقدرون بالآلاف، إلا أن التواصل معهم يفرحها كثيرا. مجيدة أبوالخيرات