تلفزيون دار البريهي تلفزيون العجائب والغرائب، تحدث فيه أشياء سوريالية بعيدة عن أي منطق عقلي. قد لا يصدق البعيدون عن الدار أن لهذا التلفزيون «شمهروشه» الخاص… يدخل أبناء الدار صباحا فيفاجؤون بين الفينة والأخرى برائحة بخور منتشرة في المكان. «مجهولون» يطلقون البخور بكل أنواعها ذات الروائح النفاذة أو المنفرة، ويلجؤون إلى أهل الشعوذة لصنع «الحروز» و«الكتوبة». آخر مشهد لطقس إطلاق البخور كان بقناة تمازيغت الخميس الماضي. أول من يلتحق بمقرها نساء النظافة، تفاجأن وهن يهممن للقيام بمهامهن المعتادة برائحة بخور منتشرة داخل القناة، يبدو أن الفاعل أراد التبرك ب«شمهروش» القناة فأحضر البخور وأطلقه لعله يطرد الشياطين والأرواح الشريرة المهيمنة على المكان. إذ لم يستقم وضع الثامنة حتى الآن، انطلقت متخبطة، ولم تخرج من تخبطها بعد مرور ثلاث سنوات على ميلادها. يبدو أن «شي عكس تابعها» لابد إذا من فقيه لفك طلاسم هذا التعثر أمام عجز تدخل البشر أو بالأحرى مديرها ومن فوقه. مشهد البخور بات مألوفا تعود عليه أبناء الإذاعة والتلفزة المغربية، ويزيد في تأكيد الوشائج الوثيقة بين هذا التلفزيون وثقافة السحر والشعوذة وفكر الخرافة، كان -حسب ما أكد لنا أكثر من مصدر- كلما جرى تعيين مسؤول جديد، لا يدخل إلى مكتبه قبل تغيير الزرابي الصغيرة المؤثثة بها مكتبه ليكتشف «الكتوبة» و«الحروزة»، تصرفات مثل هاته تحتاج فعلا أن تكون موضوع بحث علماء اجتماع وأطباء نفسانيين لتفسير انتشار مثل هذه السلوكيات والإيمان بالغيبيات. وثمة وقائع سبق تسجيلها، وانتشر خبرها داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لم يسلم منها حتى الرئيس المدير العام نفسه فيصل العرايشي، يا ما عثر على «حروزات» بحجم كبير، بل راج أنه اضطر إلى صرف موظفة من كتابته الخاصة، بعدما أخبروه أنه تتردد على مشعود ليصنع لها «صواريخ سحرية». لعل المتتبع يتذكر فضيحة أخرى تهم القناة الرابعة الثقافية حاليا، حينما أمرت مديرتها ماريا لطيفي بفتح تحقيق حول حرز اكتشفوه بقاعة المونطاج، لكنه تحقيق لم يسفر عن أي نتيجة، بل يبدو أنه لم يفتح أصلا. مشهد آخر مثير وقع داخل قناة تمازيغت وهو على ما يبدو ينام في دار غفلون، الخميس كان موعد إطلاق البخور، والجمعة اكتشف أحد العاملين في الخزانة الخاص بالأشرطة، بينما هو يبحث عن شريط لإنجاز عمله اكتشف وجود شيء غريب غير متعود أن يكون هناك، علبة كرطونية من الحجم الكبير مغلقة بإحكام ب«السكوتش»، حركه الفضول اعتقادا منه أنها تحوي أشرطة، لكن المفاجأة الكبرى أصابته بالذهول، وانتابه شعور بالخوف حينما فتح العلبة، ليجد قطة وقد وضعت حملها، وتحيط بها قططها الصغرى، كيف دخلت القطة إلى مقر القناة؟ من خبأها مع قططها داخل علبة كرطونية؟