منذ السابع من مارس الجاري،وإلى غاية مساء أول أمس،لازال الطاقم الطبي بمستشفى ابن طفيل،التابع للمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، يجاهد لتخليص سائح ألماني من مخزون شيرا، عمل على تكديسه بأنحاء مختلفة من جسده. المعني الذي حل بالمدينة الحمراء في إطار زيارة سياحية،قرر في لحظة طمع تهريب كمية من مخدر الشيرا، ولم يجد غير جسده حوله إلى حاوية لتعبئة كمية كبيرة من المخدر المذكور. بدأت فصول القضية، حين كان ركاب الرحلة المتوجهة لمدينة بالميلوز السويسرية عبر مطار المنارة، يستعدون لاجتياز حواجز المراقبة الجمركية بفضاء المطار اتجاه مدرج الطائرة، حين انتبهت بعض العناصر الأمنية إلى حالة الإرتباك التي كانت تعلو تقاسيم السائح الألماني(30 سنة)، تمت المسارعة بإخضاع السائح لتفتيش ذاتي، انتهى باكتشاف مجموعة من صفائح مخدر الشيرا،تقدر ب890 غرام، تم اخفاؤها بمنطقة حميمية من الجسد . إخطار النيابة العامة بالواقعة،انتهت بتسيج الشاب الألماني بحبال الوضع تحت الحراسة النظرية،وإحالته على الشرطة القضائية، للتحقيق معه حول الظروف والملابسات التي جعلته يرتقي هذا المرتقى الصعب. لم تكن تلك نهاية كل القصة، حين رمت مجريات التحقيق العناصر الأمنية بحكمة أهل الكنانة” يا ما في الجراب ياحاوي”، بعد أن بدأ المتهم يتلوى في مكانه، ويشعر بمغص شديد وآلام حادة على مستوى المعدة. ضغط الإكراهات الصحية الطارئة، جعلت المتهم يعترف لعناصر التحقيق بوجود كمية أخرى من المخدرات، قام بحشوها ببطنه في شكل كبسولات، ما تطلب الاسراع بنقله صوب المستشفى قصد إخضاعه لعملية غسل المعدة وإنزال كمية المخدرات. بالنظر للطريقة التي تم اعتمادها في حشو المعدة بكل الكمية إياها ، سيجت عملية استخراجها بشرنقة الصعوبة والعسر،وأدخلت أهل الطب في حيرة من أمرهم، وبالتالي طرح السؤال البديهي” كيفاش دخلتي هاذ العجب؟”. جواب المعني لم يخل من سريالية، حين أكد بأنه قد استغل كل مخارج الجسد، لتعبئة معدته بركام المخدرات، فعمد إلى بلع بعضها واعتماد طريقة استعمال” القويلبات” في إدخال باقي الكمية، عبر دبره، وبالتالي استغلال طريقتي البلع والزرع لحشو جوفه بوابل “الفعفوعة”، هدفه في ذلك استغلال كل فضاءات المعدة، لتخزين أكبر كمية ممكنة. وقوع الألماني في شر أعماله، جعل الطاقم الطبي يستعمل عدة طرق طبية لتخليصه من “الحشوة”،مع ما يتطلبه الأمر من مجهودات ووضع تحت المراقبة الطبية، درءا لكل ما من شأنه، ليكون بذلك قد وضع نفسه موضع”اللي ضرب النقب،وخرج فدار الوضوء”. إسماعيل احريملة