وصف جلالة الملك محمدالسادس٬الاندماج المغاربي بأنه ضرورة استراتيجية وأمنية ملحة، وذلك في برقيات تهنئة إلى قادة الاتحاد المغاربي ، بمناسبة الذكرى التأسيسية الرابعة والعشرين للاتحاد . وقال جلالة الملك :”إن تخليدنا لهذا الحدث التاريخي الكبير٬ بما يحمله من دلالات عميقة للشعوب المغاربية الشقيقة٬ ليحتم علينا بذل قصارى الجهود اللازمة لاستكمال بناء اتحادنا المغاربي٬ في التزام تام بروح معاهدة مراكش ٬ التي أرست لبناته الأولى وعزم راسخ على تجسيد طموحاتنا المشتركة ٬ عبر رؤية واقعية ومنفتحة على المستقبل٬ تلكم الرؤية التي أردنا ترجمتها من خلال دعوتنا إلى نظام مغاربي جديد٬ يتخطى حالة الجمود٬ ويتجاوز كافة العوائق الذاتية والموضوعية٬ ويفسح المجال للعمل بصدق في مناخ من الحوار والثقة وحسن الجوار٬ والتضامن والتنمية المشتركة”. وأكد جلالة الملك أن تحقيق الاندماج المغاربي يظل حلما لطالما راود شعوب المنطقة٬ التي تجمعها أواصر الأخوة ووحدة التاريخ والحضارة والمصير المشترك٬ كما أن هذا الاندماج أضحى اليوم ضرورة استراتيجية وأمنية ملحة٬ وحتمية اقتصادية يفرضها عصر التكتلات القوية٬ وكذا حجم التحديات المطروحة إقليميا وجهويا٬ وخاصة في “جوارنا الإفريقي المباشر”. ومن هذا المنطلق٬ جدد جلالة الملك التأكيد على ” تشبث المملكة المغربية بالخيار المغاربي باعتباره رهانا استراتيجيا لا محيد عنه”٬ معربا جلالته لقادة دول الاتحاد المغاربي عن عزمه الراسخ على “مواصلة العمل سويا معكم٬ من أجل المضي قدما نحو إقامة نظام مغاربي جديد٬ قوي ومتضامن٬ وفاعل في محيطه الإفريقي والعربي والأورو-متوسطي٬ يفتح أمام دوله الخمس فضاء رحبا لتكامل المصالح وللعمل المشترك المثمر٬ في احترام تام لسيادتها ووحدة ترابها وثوابتها الوطنية العليا”. وكان جلالة الملك قد دعا في خطاب سابق إلى بلورة اتحاد مغاربي جديد في سياق التطورات الإقليمية التي شهدتها المنطقة المغاربية إثر سقوط نظامي زين العابدين بنعلي في تونس والعقيد معمر القذافي في ليبيا. وأعقبت ذلك دعوات مماثلة من الرئيس التونسي منصف المرزوقي لإحياء الاتحاد المغاربي عبر قمة مغاربية بتونس، غير أن مساعي عقد القمة توقفت إثر الموقف الجزائري الذي أبدى رغبته في تأجيل الملف إلى حين تطبيع العلاقات المغربية الجزائرية.