لم تكن رزمة من الملايين المسروقة، وبضعة شهور من التواري عن الأنظار كافية لتبقيه بعيدا عن قبضة الشرطة. فبعد رحلة طويلة من الفرار نحو المنطقة الشمالية، ومحاولات فاشلة في العبور إلى الضفة الأخرى. عاد إلى الدارالبيضاء زعيم عصابة سطت قبل عدة شهور على 70 مليون سنتيم من داخل سيارة مستخدم بإحدى الشركات بالحي الصناعي البرنوصي. هذه العودة بجيوب فارغة من المال المسروق، في مقابل مذكرة بحث على الصعيد الوطني، عجلت أخيرا بوقوع المبحوث عنه منذ أواخر السنة الماضية في كمين للشرطة القضائية، التي ترصدت له زوال الإثنين المنصرم عند ولوجه مقهى شعبيا بحي مولاي رشيد. كانت الساعة تشير إلى الثالثة زولا من يوم الإثنين 23 ماي الجاري، عندما لاح شبح شاب في السادسة والعشرين من العمر، وهو يعبر زقاقا بالمجموعة 4 بحي مولاي رشيد. وما كادت تطأ أقدامه عتبة إحدى المقاهي حتى طوقته عناصر أمنية ووضعت الأصفاد في معصميه دون أن يبدي أي مقاومة. فبدل أن يرتشف كعادته في وقت الظهيرة كأسا من «القهوة الكحلة»، وجد نفسه في ضيافة الشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة، التي كانت تطارد أثره منذ حوالي ستة شهور. هذا الشاب الذي ينحدر من أسرة فقيرة، تقطن ب «دوار جان» بالقرب من الحي الصناعي البرنوصي. كان يشتغل في السابق بالشركة التي تعرضت لهذه السرقة الكبرى، حيث خطط ونفذ عملية السطو على 70 مليون سنتيم بمساعدة أربعة أفراد آخرين ضمن العصابة. وبعد أن تم توزيع الغنيمة، نال الزعيم حصة الأسد بملبغ 30 مليون سنتيم، اعترف أثناء التحقيق أنه بذرها كلها في الأسفار والملذات ومصاريف أخرى، ليعود إلى الدارالبيضاء خاوي الوفاض من المال، ولكنه مثقل بتهم كبيرة، حيث سيحال يومه الخميس على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة المقرونة بالسطو المسلح. للإشارة سبق للشرطة القضائية بالبرنوصي أن ألقت القبض قبل حوالي شهرين على أحد أفراد العصابة بشارع أحمد باسو بحي طارق بالبرنوصي، كما لازال البحث جاريا عن ثلاثة عناصر أخرى توجد في حالة فرار منذ تاريخ السطو على مبلغ 70 مليون سنتيم.