أبدعت «مي شريفة» في اختراع وصفات وطرق شتى لتسمين المؤخرة. ذاع صيتها في منطقتها بعين الشق وفي مناطق بالدارالبيضاء، حتى أًصبحت هي وبناتها رمزا للمؤخرات المثيرة.. شقتها تعرف توافد العديد من النساء من مختلف الأعمار والراغبات في تحسين مظهرهن مهما كانت الطريقة المتبعة وحتى لو عرفن مسبقا المضاعفات الحادة لتلك الطريقة.. تكاليف الطرق المعروضة على الزبونات مرتفعة ورغم ذلك فإنهن لا يتأخرن عن تلبية جميع طلبات «مي شريفة» من أجل تحقيق هدفهن الوحيد والأسمى وهو إثارة الرجل بمؤخرة كبيرة ودائرية مثل التي تتمتع بها البرازيليات.بصراحة همي لأول هو نكبرها، اش غادي نكوليكم فلوسي كاملين مشاو ليا غير في شريان القويلبات حتى تسيزيت والله العظيم شي نهار نمرض وملقاش ليها الدوا.. الله يحفظنا جميعا احنا البنات ولعيالات لي ماعندناش هاديك». اعتدلت الفتاة الشابة في جلستها وهي تردف قائلة «عملت وصفة لخميرة حبوب مع زيت الحلبة وهو (زيت لا يعمل على ذوبان الخميرة) عشرين يوم وأنا كنديرها وكندير معاها المساج مع أني خنزت هديك العشرين يوم.. النتيجة صدماتني أ لبنات، راها مشات كولها، على هاذي شي قررت نشوف «مي شريفة» للي كالو ليا عندها البركة وكاتكبرها واخا غاليا شوية ولكن ما كيهمش. نموت وتكون عندي المؤخرة». لم تكن هذه الشابة هي الوحيدة التي تروي سبب قدومها إلى «مي شريفة» لتعم عليها بركتها في تكبير المؤخرة، فلكل واحدة من الحاضرات بالغرفة الضيقة كانت تتسابق لتحكي سبب رغبتها في تكبير المؤخرة والرحلة الفاشلة التي قطعتها من أجل ذلك.. حكايات مؤثرة وأخرى كانت تبعث على الاستغراب. «مي شريفة» «مي شريفة»، امرأة على مشارف الستين من عمرها، امرأة عادية تفضل أن ترتدي اللباس الصحراوي رغم أنها لا تنتمي إلى هذه المنطقة من المغرب، بل هي من ضواحي مدينة الدارالبيضاء، استقرت بحي عين الشق منذ فترة ليست بالطويلة، إلا أن صيتها سبقها إلى هذه المنطقة قبل أشهر من حلولها بها. كانت تستقر بحي سيدي عثمان وكانت معروفة بتخصصها في تكبير المؤخرات بالطريقة التقليدية أي دون استعمال المواد الكيماوية الحديثة من أقراص أو «قويلبات». استقرت بعين الشق مع بناتها الأربع اللواتي كن يتمتعن بمؤخرات بارزة جدا وبطول فارغ مما جعل العديد من النساء في المنطقة يحاولن التشبه بهن. عن طريق استعمال «قويلبات» والأقراص دون جدوى، فالوصول إلى نفس النتيجة كانت من خلال زيارات منتظمة لوالدتهن المعروفة بتمكنها من ذلك. لن تتوه أي امرأة ترغب في تكبير مؤخرتها عن شقتها، فهي تقع في مبنى بالقرب من مقهى معروف بحي عين الشق إلا أن الأدراج المؤدية إليها كانت تثير الخوف شيئا ما. فهي ضيقة والإضاءة بها تكاد تكون منعدمة، وقد تزداد حدة الخوف إذا ما تزامن صعود امرأة مع حصة تسمين فإن الصراخ يكون قويا من شدة الألم الذي تشعر به الزبونة، فما تقوم به «مي شريفة» مؤلم، لكن رغم ذلك هناك إصرار غريب لدى بعض الفتيات والنساء على خوض المغامرة. «مي شريفة» تستقبل الزبونة بابتسامة واسعة مرحبة بها وهي تردد لازمتها «مرحبا ببنتي للي بغيتي موجود عندي. خصك شوية الصبر باش تكبريها وأنا كنخليها تبان عادية ما شي جارا كروسا كيما كيديرو شي وحدات». بهذه الطريقة تحاول «مي شريفة» بيع بضاعتها التي لم تصبح كاسدة بعد، فالطلب عليها كبير جدا إلى درجة أنها لا تستطيع أن تستقبل إلا عشر نساء في اليوم، فعملها عادة يبدأ بعد الساعة الحادية عشرة صباحا ليستمر إلى حدود الساعة السابعة مساء. الغرفة الدكان غرفة «مي شريفة» والتي تسقبل بها زبوناتها بها، شبيهة بدكان داخل شقة صغيرة تتكدس بها العديد من القنينات المملوءة بالأعشاب المختلفة وكذلك بالأقراص التي أعدت سلفا من الأعشاب. حرصت «مي شريفة» على تدوين اسم الأعشاب والغرض من استعمالها، في القسم الثاني من الغرفة وضعت قدرين بعناية «كلة»، بالإضافة إلى أنابيب مطاطية رفيعة ودلو وآنية بلاستيكية من الحجم الكبير وأريكتين واحدة مخصصة لها والثانية للزبونة وبعض الكراسي البلاستيكية من الحجم الصغير، لكن المثير في الغرفة أنها كانت تتوفر على صنبور ماء ورشاش، من الأكيد أنها تستغله في عمليتها التقويمية! الغرفة تبدو غريبة بعض الشيء، لكن إن عرف المرء استعمالات تلك الأدوات التي وضعت بعناية بالغرفة زال الاستغراب، ليعوضه التساؤل، هل لاستعمالات تلك الأدوات مضاعفات حادة على المرأة. «مي شريفة» تطمئن زبوناتها منذ البداية أنه ليس للعمليات التي تقوم بها مضاعفات، وأنها لم تسجل أية تأثيرات جانبية لدى زبوناتها، لأنها تختار أعشابها وأدواتها بعناية بالغة، بل هي متخصصة في مجالها ولا غبار عليه بشهادة زبوناتها اللواتي يترددن عليها باستمرار بمعية زبونات حديثات العهد بتكبير المؤخرة. تحرص «مي شريفة» أن تكون الغرفة لا نوافذ لها وإضاءتها خافتة لغرض في نفسها وهذا يضفي هالة على المنتوج الذي تبييعه لزبوناتها، وعلى المكان الذي تستقبلهن به. حكايات مختلفة فتيات في عمر الزهور وأخريات في مقتبل العمر قد لا تتجاوز الأكبر منهن أربعين سنة. جلسن الواحدة جنب الأخرى في انتظار أن يحين دور كل واحدة منهن وهن يأملن أن يحصلن على مؤخرات تشبه أرداف بنات «مي شريفة».. تكلفت إحدى بنات «مي شريفة» بالمناداة على بوشرى، وهي فتاة لم تتجاوز بعد الرابعة والعشرين من عمرها، متزوجة وزوجها يطالبها في كل مناسبة بأن تعمل على نحت جسدها، أي أنه يريد أن يكون بطنها مسطحا ولديها نهدان نافران ومؤخرة بارزة مثل التي تتمتع بها المغنية اللبنانية مريام فارس.. بشرى تتمتع ببطن مسطح ونهدين نافرين، لكنها لا تملك مؤخرة بارزة، فماذا ستفعل؟ تقول بشرى «تناولت أقراص «دردك» رغم أنني أعرف مضاعفاتها الخطيرة على الجسد، واستعملت «قويلبات» من الأعشاب دون جدوى، بل إن أي امرأة قدمت لي وصفة كنت أعمل على تطبيقها على جسدي وفي كثير من الأحيان كنت أصاب بالتهابات حادة»، لتضيف قائلة «سمعت أن «مي شريفة» ستحل مشكلتي الله يخليكم. يا الله طلبو معايا حيت راجلي كاليا ديري لما يدار وتكون عندي المؤخرة حيت يقدر يطلقني إلى ما نجحاتش معي هاذ المحاولة». عندما سمعت لبنى وهي في الثلاثين من عمرها حكاية بوشرى قالت «حكايتي مشابهة لحكايتها فأنا الأخرى يهددني زوجي بالطلاق، لا يقول ذلك بصراحة، ولكنه يقول لي إنني سأبحث عن أخرى إذا لم تعملي على تكبير مؤخرتك. ورغم أني أرى أن هذا الأمر غريب. لكن ماذا أفعل؟ إنني أحبه ولا أريد أن تستحوذ عليه أي امرأة أخرى». لذلك تضيف لبنى «استعملت حقن الحاجة والتي كانت تساوي الواحدة منها سبعين درهما، بالإضافة إلى ثلاثين درهما كثمن لعملية الحقن، هذا في الوقت الذي كنت أستفيد من حقنتين في جلسة واحدة. ثم جاء دور «لقويلبات»، حيث استعملتها بشكل مكثف حتى أحصل على مؤخرة مثيرة والمقابل خمسون درهما للعلبة الواحدة، لكن دون جدوى، ثم جاء دور «دردك» وتناولت هذه الأقراص عندما كان ثمن العلبة الواحدة مائة وخمسين درهما ثم تناولت نفس الأقراص عندما وصل ثمنها إلى ثمانين درهما، لكن بدون نتيجة تذكر. الآن إنني أريد أن أستفيد من خدمات «مي شريفة» رغم أنني أعلم أن ثمن الحصة الواحدة مائتا درهم ووضعي حتما يستدعي أكثر من حصة، لكن لا يهم المهم عندي في هذه المرحلة الحصول على مؤخرة كبيرة». عملية معقدة مائتا درهم هو المبلغ الذي تطلبه «مي شريفة» في كل حصة نفخ المؤخرة. ولن تبدأ المرأة في طلب هذا المبلغ إلا بعد تهييئها للمرأة نفسيا وعضويا أي بعد إجراء الحصة الأولى، فهذه الحصة لا تعدو أن تكون عملية لتهييء الزبونة، حيث تأخذ زيت الحلبة وتبدأ في فرك مؤخرتها بشكل دائري لمدة عشر دقائق وببطء وبدون ضغط، ويكون ذلك لمدة ثلاثة أيام متتالية. هذه العملية تكون مصاحبة لتناول الزبونة لمجموعة من الأعشاب المختلفة التي تعرف «مي شريفة» مكوناتها، في الوقت الذي يكون ممنوعا على الزبونة تناول أي مواد كيماوية أو الجلوس بشكل مباشر على مؤخرتها. تعرف الزبونة أنه بعد الحصة الأولى من الضروري أن تأتي ومعها مائتا درهم، هذا بالإضافة إلى مائة درهم إضافية كثمن للأعشاب. خلال الحصة الثانية تعمل «مي شريفة» على مساعدة الزبونة على الاستحمام بماء ساخن قدر تحمل المرأة ويوجه الماء بالرشاش على المؤخرة في الوقت الذي تركع فيه المرأة داخل الآنية البلاستيكية الكبيرة. الهدف من هذا تنشيط الدورة الدموية وتدفئة الأنسجة الدهنية. بعد هذه العملية تعمل «مي شريفة» على مسح مكعبات ثلج بالمؤخرة وذلك لشد البشرة ومنع ترهلها حسب ما تشرح للزبونة. الحصة الثالثة والتي تتم في اليوم الخامس وهي مرحلة القدر «الكلة» وهو إناء طيني يستعمل على المؤخرة بعد ذهنها بزيت الزيتون الممزوج بالحلبة بعد تسخينها على قنينة غاز من الحجم الصغير. بعد أن يسخن القدر تسحب هذه الأخيرة فتقوم «مي شريفة» بالضغط على تلك المنطقة ثم تسحبه بسرعة، بهذه الطريقة يصبح الجلد لينا طيعا تاركا فراغا يملأ بالشحم فيما بعد. وتعاد هذه العملية على الأقل أربع مرات في الشهر، وإذا لم تقتنع المرأة بالنتائج وتريد مؤخرة أكبر ف «مي شريفة» تنصحها أن تستفيد من أكثر من عشر حصص على الأقل. هذا ناهيك عن محاليل الأعشاب وكذلك الأعشاب نفسها التي تنصح «مي شريفة» زبوناتها بدعكها مرة كل يوم قبل النوم على المؤخرة. خديجة تبلغ من العمر ثمان وثلاثين سنة متزوجة ولها ثلاثة أطفال وتتميز بجسم متناسق ورغم ذلك فهي تأمل بأن تكون مؤخرتها كبيرة جدا مثل التي تتميز بها ضرتها والتي تزوجها زوجها من أجل تمتعها بأرداف مثيرة كما تقول. استفادت من حصص نفخ المؤخرة عن طريق القدر وعندما لم تعط هذه العملية أكلها نصحتها هذه المرة «مي شريفة» بغسل أمعائها. غسل الأمعاء بخرطوم المياه عبر المؤخرة غسل الأمعاء عملية تتم بطريقتين إما بغسل هاته الأمعاء بالأعشاب المنقوعة في ماء البحر أو بماء البحر نفسه. في كلا الحالتين يتم ملء الأمعاء بالمحلول.. هذه العملية وحسب شهادة النساء اللواتي استفدن منها فإنها تجعلهن يشعرن بآلام حادة على مستوى أمعائهن. الهدف من هذه العملية حسب «مي شريفة» مساعدة أمعاء الزبونة على التخلص من رواسب بعض السموم العالقة في الجسم، وبالتالي فيمكنها الاستفادة من الغذاء الذي تتناوله والذي عادة ما يكون ضمن الوصفة التي تصفها «مي شريفة» لزبونتها الراغبة في تكبير مؤخرتها. ترافق عملية غسل الأمعاء شرب كمية كبيرة من ماء البحر والهدف التقيؤ لمدة تزيد عن اليومين، خلالها تمنع المستفيدة من تناول الطعام.. وجبتها الوحيدة والأساسية الحساء أو تناول أعشاب مكونة من العلك وأوراق العنب الجاف والخزامة والتمر بالإضافة إلى حب الرشاد والسانوج والكمون الصوفي، وبعد أن تغلى في الماء تتناولها المرأة وطبعا تصاب بالغثيان وألم في البطن وتنتهي هذه الأعراض بإسهال حاد يدوم طيلة اليوم . عملية غسل الأمعاء تتم عن طريق إدخال خرطوم المياه بالشرج أي بالمخرج حيث تعمل «مي شريفة» على إدخاله داخل المعي الغليظ قدر الإمكان حتى يغسل، وبالطبع فإن ما يوجد داخل الأمعاء من رواسب يطرح إلى الخارج. هذه العملية تسبب للمرأة التهابات حادة على مستوى الشرج مما يضطر «مي شريفة» إلى توجيه نصيحة ضرورية للنساء المستفيدات وهي وضع خليط من الأعشاب مكان الالتهاب لبضعة أيام حتى يشفى المكان، وكل شيء بثمن. لكن في بعض الأحيان الأعشاب لا تشفي مثل هذا النوع من الالتهابات وهو ما وقع لصديقة خديجة ومع ذلك لم تتوقف عن حصص التقويم عند «مي الشريفة» . العصا تكون حاضرة في حصص التسمين عند «مي شريفة»، بحيث تعمل على ضرب مؤخرة المستفيدة عدة ضربات متتالية وقوية وتدخل ضمن برنامج التسمين الذي تشرف عليه، الهدف منها حسب شروحات «المتخصصة» ترك فراغات لكي يملأها الشحم. الهوس لدى بعض الفتيات بتكبير المؤخرة وتقويمها بشكل مثير جعل من طريقة المرأة الدجالة، التي تدعي التخصص في هذه العملية، وسيلة مثلى بسبب عدم تكاليفها المادية الكبيرة، خاصة أن المرأة تغري زبوناتها بطريقة غير مباشرة عندما تطلب من فتاة جميلة القوام الجلوس في قاعة الانتظار لجذب الانتباه إلى مؤخرتها. بعض النساء الراغبات في تكبير مؤخراتهن ولا يملكن المال الكافي لتغطية تكاليف التسمين دأبن على استعمال طرق «مي شريفة» في بيوتهن وعادة ما يعتمدن على مساعدة قريباتهن أو صديقاتهن.