أودع وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمكناس نهاية الأسبوع الأخير شابا في أواخر عقده الثالث سجن تولال، بعدما تم إيقافه متلبسا، وهو يبتز أحد ضحاياه، حيث كان يعمد المتهم إلى التقاط صور وفيديوهات لأشخاص في أوضاع عادية في الشارع العام، ثم يقوم بتركيب الصور والمشاهد، مضمنا إياها لقطات إباحية داخل قرص مدمج، يبعث به إلى ضحاياه مرفوقا برسالة، يطالبهم من خلالها بمنحه مبلغا ماليا مهما تحت طائلة التشهير بهم، بتوزيع القرص على عائلاتهم وجيرانهم، وتنزيله عبر المواقع الاجتماعية التواصلية المعروفة. وقد تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة للمصالح الولائية بمكناس من إيقاف الشخص المذكور من خلال التحريات الميدانية التي باشرتها حين توصلت بشكاية في الموضوع، تفيد أن شخصا توصل بقرص مدمج ألقي به تحت عتبه باب منزله، وهو يتضمن مشاهد لابنته في وضعيات مخلة بالآداب، ورسالة يطالبه من خلالها صاحب القرص بمنحه مبلغ 40.000 درهم مقابل صمته. لكن الأب تصرف بحكمة كبيرة، وتعامل مع الموضوع بكثير من النضج والرزانة، فأدرك أن الموضوع هو مجرد عملية ابتزاز حقيرة، لا يمكن السكوت عنها، والخضوع لرغبات ونزواتها صاحبها المريض، فما كان عليه إلا أن توجه إلى أقرب مصلحة شرطة، ليحكي لهم سر القرص المدمج والرسالة الملغومة، بعدها عملت عناصر الشرطة القضائية على عرض القرص على الشرطة العلمية والتقنية، التي أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن ما تضمنه القرص من مشاهد خليعة ليست في الأصل حقيقية، وأنها مجرد مشاهد تمت فبركتها بواسطة برامج مثبتة على الحاسوب. حينها، وضع المحققون خطة محكمة للإيقاع بالمتهم المذكور، فتم التنسيق مع والد الضحية، الذي أوهم المتهم بقبوله للعرض الذي جاء في الرسالة، بتسليمه المبلغ المالي، مقابل السكوت عن الفضيحة “المزعومة”، فتوالت بعد ذلك الاتصالات الهاتفية بينهما، إلى أن تمكنت عناصر الشرطة القضائية من تحديد هوية ومكان الشخص المطلوب، فتم اعتقاله في حالة تلبس، وهو يساوم والد الضحية. بعد ذلك، تم نقل المتهم إلى المصلحة للاستماع إليه، وتعميق البحث معه، فتبين للمحققين أن المتهم يستغل درايته الكبيرة في مجال المعلوميات في ممارسة أنشطته الإجرامية، حيث سبق له وأن أدين بالسجن النافذ بعد تورطه في جناية تزييف العملة المغربية وتداولها، كما انتقل المحققون إلى حيث مقر إقامته، فقاموا بحجز كل الأدوات المعلوماتية التي تخصه من وحدة مركزية، وبرامج، وأقراص مدمجة، تم حجزها لفائدة البحث. عبد الرحمن بن دياب/ روشدي التهامي