بين مطالب بالتريث وداع إلى تشكيل حكومة انتقالية، تعالت في الأيام القليلة الماضية صرخات أحزاب مكتوية بلهيب صيف أسعرت ناره أجندة مكثفة تتجه آلية التشاور و التتبع إلى إقرارها. من داخل أجهزتها بدأت تترأي إرهاصات ارتباك الأحزاب في مجاراة امتحان وثيرة ضيقة الآجال. أجل التجمع الوطني للأحرار مؤتمره بعد طول تردد، وأشعلت المطالبة بمؤتمر استثنائي نار الصراع بين قوى الأصالة وتيار الحداثة داخل« البام»، متاهة قد يدخلها الاتحاد الاشتراكي تحت وقع أصوات من داخل مكتبه السياسي تنادي بتقديم موعد المؤتمر الوطني قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة بعد الرسائل العديدة التي بعث بها رفاق عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي محذرين من خطورة « التسريع السياسي» في ضل عدم جاهزية الأحزاب السياسية لجدولة وضعت أواخر دجنبر المقبل كأقصى أجل للإنتخابات التشريعية، وبعد الطلب الصريح الذي تقدم به الحزب بتشكيل حكومة انتقالية قد تخفف الضغط علي الأحزاب المشاركة في الحكومة، بدأت تلوح في الأفق الاتحادي إمكانية تقديم موعد المؤتمر الوطني. فرضية أكدها عضو المكتب السياسي علي بوعبيد عندما صرح ل« الأحداث المغربية» بأن هذه الإمكانية تبقى واردة»، كاشفا أن تقديم موعد المؤتمر يوجد علي رأس جدوال أعمال الاجتماع الأسبوعي للمكتب السياسي، الذي ينتطر أن يتناشق في الطرح وكذلك فى شكل المؤمر «هل سيكون استثنائيا أم عاديا؟». حزب التجمع الوطني للأحرار، وبعد ما تعدد تأجيلات ندوات قيادته، قرر، أول أمس الأحد في اجتماع لجنته المركزية بفاس، تأجيل مؤتمره الوطني الخامس الذي كان مرتقبا تنظيمه نهاية شهر يونيو المقبل. تداعيات أجندة الدستور تخللت تعليلات أصدقاء صلاح الذين مزوار رئيس الحزب لهذا التأجيل عندما أوضحوا بلاغ أن «الحزب قرر تأجيل المؤتمر للتفرغ لتحضير الاستحقاقات الوطنية المقبلة بدءا بالاستفتاء على الدستور الجديد ووصولا إلى الانتخابات التشريعية ثم الجهوية». وكذلك كان الأمر عندما أكد البلاغ « حرص الحزب على تعزيز وحدة صفوفه في وجه التحديات التنظيمية والسياسية التي تفرضها المستجدات الوطنية والاقليمية، خاصة وقد تمحورت مداخلات أعضاء اللجنة المركزية حول قضايا تنظيمية عديدة من جملتها ضرورة توطيد الديموقراطية الداخلية وإيجاد آليات للتحكيم والفصل في الخلافات القائمة وبناء القطاعات الموازية وتعزيز مكانة الشباب والمرأة في مختلف الأجهزة ومعالجة المشكل التواصلي الاعلامي على المستوى الداخلي للتجمع». العمالة الكاملة التي فرضتها ترتيبات الإصلاح الدستوري جعلت عددا من قياديي حزب الأصالة والمعاصرة يوجهوا دعوة إلى قيادة الحزب من أجل عقد مؤتمر استثنائي للحزب « يتولى قراءة وتقييم التجربة السياسية للحزب وتطوير أطروحاته الفكرية والتنظيمية والسياسية، ومعالجة أعطاب الأداء وبلورة الأجوبة بشأن الأسئلة الكبرى التي يطرحها الحراك السياسي والمجتمعي الجاري ببلادنا والاستحقاقات المؤسسة التي تقدم عليها بلادنا بما يجعل الحزب في جاهزية تامة لمواجهة التحديات الكبرى في الشهور المقبلة «. .دعوة انتقد أصحابها وهم صلاح الوديع، حكيم بنشماس، فاطمة السعدي، سامر أبو القاسم، عزيز بنعزوز، محمد بودرا فريد أمغار. وحيد خوجة، المكي الزيزي ، بشرى المالكي، أداء المكتب الوطني للحزب واصفين إياه ب«العاجز عن إدارة المرحلة والتخلف عن المحطات الحزبية». ياسين قُطيب