تنظر المحكمة الابتدائية بأكادير اليوم الاثنين في أطوار قضية مثيرة، يقولون من الحب ما قتل، وفي هذه القضية، يحق القول ، من الحب ماسجن، قصة شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، تتحدر من مدينة تيزنيت، حيث درجت قبل أن تلتحق بمدينة أكادير لتشتغل موظفة بوكالة وفا كاش لتحويل الأموال، وتحاكم اليوم أمام العدالة بتهمة اختلاس أموال والنصب والاحتيال واستعماله. هناك بمدينة الانبعاث ستقود الصدف الموظفة لتتعرف على عسكري مجند بالمدينة الإسماعيلية مكناس، تبادلا أرقام الهاتف، وظلت العلاقة موصولة بينهما، وكلما ابتعد عنها بذلت قصارى جهدها لتحافظ عليه، واستغل الجندي ضعفها وارتباطها العاطفي به، فظل يطالبها بأن تستخرج الأموال من الوكالة حيث تشتغل لتلبية رغباته إلى أن وصل المبلغ المسحوب عبر دفعات 670 مليون سنتيم، فانكشف أمرها لدى الإدارة المركزية للوكالة، اعترفت المتيمة فتم إيدعها سجن أيت ملول رفقة الجندي، ومتهم آخر كانت الموظفة تحول الأموال لعشيقها تحت اسمه ويتلقى نسبة مائوية من النقود عن كل عملية تحويل. ظل المقربون من العسكري يتساءلون عن سر الأموال المحيطة به من كل جانب، لم يعرف عنه أنه يقوم بأعمال سرقة، كما أن وسطه الاجتماعي لا يحل على ترف باذخ، غير أنه كان يملك الأموال، التي تخول له السهر بمدينة فاس، والتوفر على سيارة " كلاس". بالمقابل ظلت موظفة وفا كاش تمني النفس بأن الجندي الوسيم سيكون فارس أحلامها، فلا تترد في إرسال الأموال التي يطلب منها، فكانت تحولها له تحت اسمها أحيانا، أو تحت اسم شاب من مدينة إنزكان في أحايين أخرى. أو تحت اسم زبناء بالوكالة، يتم تحويل أموال باسمهم ودون علمهم. حلمت أن يجمعهما سقف وردي واحد، غير أن العواقب قادتهما لأن تجمعهما أسوار السجن المدني بأيت ملول. ظل الحال على ما هو عليه، وكان الجندي يأتي بين الفينة والأخرى لأكادير ليقضي أوقاتا رفقة الموظفة ثم يغادر بحصة أموال إضافية،إلى أن أثار الإدارة المركزية بالدار البيضاء الخلل المالي بالوكالة حيث تشتغل المتهمة، وعندما قررت القيام بافتحاص مالي من قبل لجنة مركزية قدمت الموظفة في حينه استقالتها طواعية دون أي ضغط. كشف الافتحاص عن نقص وصل670 مليونا، وأحيلت شكاية على النيابة العامة بأكادير، رفقة التقرير المالي من أجل إنجاز بحث قضائي في هذه النازلة، الضابطة القضائية بأكادير، وهي تستمع لموظفي الوكالة لم تجد كبير عناء من أجل دفع الموظفة المتيمة لأن تعترف بما اقترفته يداها على مدى شهور. اعترفت أن كل الأموال يستفيد منها عشيقها المجند بمكناس، فبادرت الشرطة لاعتقاله، واعترف بدوره أنه ظل يتلقى السيولة المالية التي يطلبها من خليلته، بعدما وعدها بالزواج وجمعتهما لحظات حميمة بأكادير. التحريات كشفت أن شابا من إنزكان، ظلت الموظفة تلتجئ إليه للقيام بعملية التحويل حتى لا ينكشف أمرها، وقد اعتقل بدوره وأحيل الثلاثة على السجن المحلي بايت ملول. إدريس النجار