في سابقة من نوعها. المدير العام لشركة «ليدك» يحضر أشغال دورة مجلس مدينة الدارالبيضاء. تقليد جديد امتنع عنه المديران السابقان (كاي كنافاي ، بيير إرمونو)، ووجدا مختلف الأعذار لتجنب مواجهة إعصار المنتخبين0 «جان باسكال داريي» المدير الحالي، خلق الحدث أول أمس، ولساعات طويلة ظلت أذنه ملتصقة بفم المترجم الفوري خلفه، وهو يستمع للإتهامات والانتقادات النارية للأعضاء 0 مصطفى رهين العضو المستقل بالمجلس، رفض أن تتحول الدورة إلى صك غفران للشركة وتسويق صورة ليدك. لذلك طالب مديرها العام في تصريح ناري بوقف تقديم الرشاوى لبعض أعضاء المجلس، وضرورة تغيير استراتيجية الشركة وسحب الصناديق السوداء والرشاوى والأظرفة المالية. أشار كذلك إلى أن العمدة ليس المقرر الوحيد لسكان الدارالبيضاء، وإنما المنتخبون، محذرا المدير في نفس الوقت من القرارات الفردية للعمدة. ذات العضو أكد أن الشركة استفادت في إطار العلاقات المغربية الفرنسية من عقدة لتدبير الماء والكهرباء، وأن مجموعة من المسؤولين جاءوا إلى المغرب بحقائب ملابسهم من أجل الإسثتمار، فإذا بهم يحصلون على قروض ضخمة من الأبناك المغربية بفوائد مرتفعة، البيضاويون هم من سيؤدون فاتورتها0 المنتخبون بدورهم لم يفلتوا من انتقادات مصطفى رهين، في ظل غياب برمجة مشاريع من طرفهم وتقديمها للشركة من أجل تنفيذها. وفي تحد واضح تساءل مع الأعضاء «شحال الكابيتال ديال صندوق أشغال ليدك؟»، ليجيب مباشرة «تا واحد في المجلس ما عارف». واصل العضو تحديه للأعضاء متسائلا عن سبب هذا الجهل، قبل أن يردف بكون الأمر يتعلق بصندوق أسود تخرج منه الملايير. «أين تذهب وكيف تصرف أموال الصندوق؟» تساءل المتحدث ثم أجاب «الله أعلم»! اتهم العضو بعد ذلك شركة ليدك بعدم تنفيذ البرنامج الإسثتماري الأول لشركة منذ سنة 1997، مؤكدا أن أكبر برنامج اسثتماري هو شق قناة الصرف الصحي ضخمة بمنطقة الفداء أيام وزير الداخلية الراحل ادريس البصري، وأضاف أن «المال السايب يعلم السرقة»0 سؤال مباشر وجهه مصطفى رهين لمدير شركة ليدك حول مشروع تأهيل الساحل الشرقي (البرنوصي زناتة) لمحاربة التلوث، والذي خصصت له اسثتمارات بقيمة 280 مليار سنتيم. ما تسبب في غضبة ملكية. وبين عشية وضحاها تحول المشروع إلى 140 مليار سنتيم. هذه الواقعة تكفي حسب المتحدث. لم تخل الجلسة من مشاداة بلغت حد التشابك بالأيدي بين عضو من الحركة الشعبية وآخر من العدالة والتنمية، سرعان ما تم احتواؤها0 مداخلات أخرى طالبت بضرورة محاسبة شركة ليدك والخروج بقرارات حاسمة، حيث طرحت إشكالات عديدة. منها تكلفة الإنارة العمومية في المدينة والتي تتم على أساس مصاريف جزافية تساوي 12 مليار سنتيم سنويا، في حين أن جميع شوارع المدينة تعاني ظلاما دامسا. وكذا تهميش الاطر المغربية في الشركة، في حين يتقاضى المديراء الأجانب أجورا خيالية تناهز 35 مليون سنتيم، دون إغفال السيارات الفارهة والسفريات، وكل ذلك يؤدى من صندوق الأشغال. بل إن بعضهم تحولوا إلى منعشين عقاريين في مراكش والصويرة يتاجرون في الفيلات والشقق الراقية0 كمال الديساوي رئيس جماعة سيدي بليوط انتقد بدوره صندوق الأشغال، مؤكدا أن العمدة التزم بافتحاصه منذ سنة 2005 ، وإلى اليوم لازال المجلس ينتظر إجراء الإفتحاص المذكور، أو معرفة أموال هذا الصندوق الأسود. كما انتقد دخول الشركة للبورصة، رغم إخفاء معطيات كثيرة عن دركي البورصة مثل توزيع الأرباح على المساهمين، قبل انصرام إحدى عشرة سنة، التي تنص عليها عقدة التدبير مع الشركة0 المدير العام للشركة «جان باسكال داريي»، قدم كلمة باللغة الفرنسيية أمام الأعضاء، عبر فيها عن رغبته في فتح صفحة جديدة وزيارة المقاطعات الستة عشر بالمدينة، وحماية الأخيرة من الفيضانات والحفاظ على جودة المياه والخدمات. مدير الإستغلال والتطهير ومدير الممتلكات بدورهما قدما عرضين، حول مجهودات الشركة لحماية الدارالبيضاء من الفيضانات، خاصة التغيرات المناخية وتطور العمران الهائل بالمدينة0 تقنيو الشركة أوضحوا أن تطهير البالوعات خلال هذه السنة خلف حوالي 25 ألف متر مكعب من الترسبات والنفايات الصلبة، ما يساوي حمولة 950 شاحنة كبيرة ، وأن 420 كلمتر من الشبكة تم تنقيتها. ليدك استعرضت أمام النتخبين مخططا جديدا للتطهير السائل يهم قناتين. الأولى غربية طولها 10 كلم من الحي الحسني حتى أنفا، وأخرى شرقية على طول 17 كلم من طريق مديونة حتى عكاشة. وهي اقتراحات تقدمت بها الشركة للمنتخبين من أجل المصادقة عليها في مخطط الإسثتمارات الجديد لليديك. عروض جيدة لكنها لم ترد على اتهامات الأعضاء ولم تشف غليل من حضر أشغال الدورة. عبد الواحد الدرعي