الإضراب الوطني في قطاع النقل انتهى وعادت وسائل النقل من طاكسيات وحافلات عشية أول أمس الإثنين إلى حركيتها. الكلفة كانت سياسية بالنسبة لحكومة عبد الإله بن كيران .فقد قرر عزيز الرباح الذي كان يصيح زوال أول أمس الإثنين مخاطبا شباط، “إن قطاع النقل لا يجب أن يكون مجالا للصراع السياسي”، أن ينحني للعاصفة وقرر ليلة أول أمس التراجع عن العمل بدفاتر التحملات وبمنح رخص النقل المزدوج في القرى. صراع عزيز الرباح مع نقابات النقل كان معركة سياسية دارت بعض فصولها في اجتماع قادة الأغلبية الذي عقد ليلة الأحد، بعدما واجه الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، وزير الداخلية والأمين العام لحزب الحركة الشعبية بقرار الترخيص لمزاولي النقل السري للعمل في النقل المزدوج في العالم القروي، بعد دورية وزير النقل والتجهيز. العنصر طمأن شباط بتوقيف العمل بالتراخيص الممنوحة في هذا الشأن وهو ما رحج احتمال تنازل الحكومة عن قرارها السابق بمنح أكثر من 600 رخصة لمن كان يمتهن النقل السري المزدوج في العالم القروي. ويظهر أن صدى ما دار في اجتماع الأغلبية الحكومية وصل صداه إلى وزير النقل والتجهيز عزيز الرباح، فمباشرة بعد عقده لندوة صحافية عاصفة قال فيها إنه لن يتعرض للي الذراع، استسلم فعلا وقرر في اجتماع جمعه مع نقابيي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والجمعيات التي تمثل مهنيي القطاع في الطاكسيات والحافلات وقف العمل بدفاتر التحملات في الشق المتعلق بحافلات النقل الجهوي، وتعليق منح رخص النقل لمن كان يمارس النقل السري. مصادر داخل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب قالت ل”الأحداث المغربية” إن الاجتماع الذي عقده وزير النقل ودام إلى العاشرة من مساء أول أمس الإثنين، مع مهنيي النقل في الحافلات وفي الطاكسيات، والذي تم على إثره وقف الإضراب، تم فيه الاتفاق مع عزيز الرباح على اتفاقين ، الأول يهم رخص النقل بالعالم القروي والذي وقعه الرباح مع أرباب الطاكسيات والثاني مع مهنيي النقل عبر الحافلات. البلاغان معا أكدا على إحداث لجنتين مشتركتين بين المهنيين في القطاع وبين الوزارة لإعداد ملحقين توضيحيين الأول يهم دفتر التحملات الخاص بالنقل في العالم القروي والثاني يهم دفتر التحملات بخصوص للنقل الجهوي. مهنيو النقل، الذين يمثل معظمهم داخل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، خرجوا منتصرين بعدما تم إرجاء العمل بمقتضى دورية وزير التجهيز والنقل الخاصة بتسوية وضيعة النقل بالعالم القروي إلى أجل أقصاه نهاية شهر فبراير من السنة القادمة وفق ما نص عليه الاتفاق مع أرباب الطاكسيات، مع مصاحبة المهنيين، ثم العمل بالنص في محضر الاتفاق الذي وقعه الرباح على أن تعطى الأولوية في استغلال النقل بالعالم القروي لمهنيي سيارات الأجرة من سائقين ومشغلين في رخص النقل بالعالم القروي. الاتفاق الثاني الذي أنهت بموجبه أرباب الحافلات إضرابهم، نص على توقيف العمل بدفتر التحملات الخاص بحافلات النقل الجهوي ذات سعة 32 مقعدا لمدة ستة أشهر حتى يتم مراجعته لما يعتبره المهنيون تكافؤ الفرص بين شركات النقل لخوض التجربة الجديدة بعدما اتهم عدد من الشركات وأرباب النقل وزارة التجهيز والنقل بمحاباة شركة معينة وتفصيل دفتر التحملات على مقاسها. الجيلالي بنحليمة.