يعتبر محمد بنبراهيم المزداد سنة 1949 بمدينة مكناس من بين الممثلين المغاربة الذين وضعوا بصمتهم في المجال الفني والسينمائي المغربي، من خلال مشاركته في العديد من الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية التي أكسبته حضورا على الساحة المغربية. كفلم «كازانيكرا» و« فيها الملحة والسكر ومبغاتش تموت» ومسلسل « مستضعفون» وغيرها من الأعمال التي تميز بالمشاركة فيها، حصل بنبراهيم على عدد من الجوائز منها جائزة «أحسن دور ثاني للرجال» في المهرجان الوطني للفلم بطنجة عن فيلم «كازا نيكرا» هو إنسان معروف بتواضعه، ولطفه الكبير في التعامل مع الناس، لم تستطع شهرته أن تغير في شخصيته. ويعتبر أن أسرته أهم شيء بالنسبة إليه، يحاول ما أمكن الاهتمام بها، ومنح الكثير من وقته لها، بالرغم من حالة المرض التي أصبح يعيشها في الآونة الأخيرة. بنبراهيم أب لأربعة أبناء هم ابراهيم والحسن وحسين وأمين، يعيش من خلالهم مشاعر الأبوة، محاولا خلق جو من التفاهم معهم، من خلال الضحك والمزاح معهم، إلا أنه لا ينسى دوره كأب يقوم بدوره على أحسن ما يرام، من خلال إصلاح أخطائهم وتنبيههم إليها، حتى لا يعاودوا الوقوع فيها مرة أخرى. أبناء بنبراهيم كلهم بعيدون عن الميدان الفني، بالرغم من ميولات أصغر أبنائه الموسيقية وحبه لهذا الميدان، إلا أنه لم يفكر في احتراف المجال الموسيقي، لأنه ابتعد في مجال عمله عن الموسيقى بشكل تام. يحاول بنبراهيم تعليم أبنائه تحمل المسؤولية، وعدم الاعتماد عليه، لأن الإنسان لا يضمن عمره ولا رزقه، « خاص كل واحد من ولادي يعول على راسوا وميبقاش معول على والديه» يقول بنبراهيم، لأن كل واحد منهم يجب أن يتعلم كيف يتحمل المسؤولية. يعيش بنبراهيم حياة عادية كغيره من الناس بعيدا عن العمل الفني، لا يغير حياته إلا حالة المرض التي تعتبر استثناءا بالنسبة لحياته، لأنه خلالها يتردد كثيرا على المستشفى ويحرص على استشارة الطبيب بين الفينة والأخرى،أما في الأيام العادية فإنه يشاهد التلفاز لتتبع كل المستجدات في العالم، وأيضا يتابع المسلسلات المغربية، وكذلك الأعمال المدبلجة التي تثير انتباهه، من أجل الاستفادة منها في العمل خاصة أن ضعف البصر الذي أصبح يعاني منه، يمكن أن يحرمه من التمثيل. وقد يلجأ للعمل في «الدوبلاج» « حيث إلى كنت مكنشوفش مانقدرش نخدم والحل الوحيد هو الدوبلاج بالنسبة ليا أنا حيت مكنشوفش» على حد تعبير بنبراهيم. يعتبر بنبراهيم أن الغضب هو سبب مشاكله الصحية الحالية، خاصة عندما يغضب بسبب قيام أحد أبنائه بأي خطإ، أو أي تصرف غير مسؤول، وهذا هو العامل الذي كان سببا في فقدانه البصر، ما يجعله في حاجة ماسة إلى تتبع نصائح الطبيب بحذافيرها، حتى يعود له البصر بشكل تدريجي. يشعر بنبراهيم بالسعادة وهو يرى أبناءه بصحة جيدة ويعيشون حياة هادئة من دون مشاكل، وأيضا حينما يكون مستقرا في حياته وعلاقته بزوجته، التي يعتبرها عادية ولا تنتابها الكثير من المشاكل. بحكم مرض بنبراهيم أصبحت علاقته بالأكل محدودة جدا، لأنه يحاول قدر الإمكان الالتزام بتعليمات الطبيب ويحرص على تناول السلطة والفواكه، والابتعاد عن الدهنيات، أما المشويات فأصبحت تشكل الطبق الرئيسي في أغلب وجباته، لكن «أنا مكنطيبش حيت معنديش العوينات وكنعول على مراتي» يضيف بنبراهيم. أغلب صداقات بنبراهيم يمكن حصرها في رجال التعليم، لأنه يحب أن يتشارك وإياهم الأفكار، ويناقش معهم القضايا العامة التي يشهدها العالم الآن خاصة في الدول العربية. يكتفي بنبراهيم بالهاتف النقال في التواصل مع الآخرين بسبب ضعف النظر الذي يعاني منه، لذلك فعلاقته بعالم الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي محدودة وتكاد تكون شبه منعدمة«داك الشوية ديال الشوف اللي باقي عندي يالله كيكفيني نشوف أرقام التليفون» يختم بنبراهيم كلامه. مجيدة أبوالخيرات