لم يكتب لعناصر من قوات التدخل السريع ( السيمي) ،أن تصل بسفينتها إلى بر الأمان، خلال رحلتها من المدينة الحمراء إلى الحمامة البيضاء، بعد أن وقفت الأقدار حائلا بينها والوصول لمبتغاها. انتهت الزيارة الميمونة لعاهل البلاد إلى مراكش، وأذن وقت الرحيل بالنسبة لبعض التعزيزات الأمنية التي استقبلتها المدينة،كي تغادر اتجاه مواقعها الرئيسية، فشرعت عناصر من قوات التدخل السريع في إعداد عدتها، قصد التوجه لمدينة تطوان، وقد استبد ببعضها شوق كبير لملاقاة الأهل والأولاد. في حدود السابعة من مساء أول امس، كانت قافلة السيارات الأمنية، قد ودعت مراكش وقطعت شوطا في الطريق الرابطة بين مراكش وبنجرير، حيث استغل البعض الفرصة لاقتناص”شي تغميضة” طال الشوق إليها،في عز المسؤوليات التي ظلت منوطة بهم على امتداد ايام الزيارة الملكية. ببلوغ القافلة منطقة صخور الرحامنة ،وبالضبط بالنقطة الكيلومترية رقم137، ستفاجأ مقدمة القافلة بعرقلة غير متوقعة ناتجة عن حادثة سير بين شاحنة وسيرة خفيفة، كانتا تسدان منافذ الطريق، وتقف حجر عثرة في وجه سائق سيارة الأمن. المفاجأة أربكت السائق الذي أسقط في يديه،وحاول جاهدا تفادي الاصطدام بهيكل الشاحنة، عبر فرملة سيارته بشكل فوري، وهي الخطوة التي كان لها مابعدها،حين انقلبت السيارة على عقبيها وقد تكوم بداخلها الامنيين. تحولت العملية إلى مشهد هوليودي، حين ادى انقلاب السيارة، إلى اصطدامها بسيارات أمنية أخرى، كانت تسير ضمن الطابور، حيث اختلطت هياكل السيارات ببعضها وارتطمت ببعضها، مع ارتفاع صرخات العناصر الأمنية داخلها. نتيجة” عرام الدشيش” الذي اسفرت عنه الحادثة، خلف إصابات عدة عناصر امنية، حددتها مصادر مطلعة في 20 إصابة ضمنها خمس حالات صنفت حالتهم بالحرجة، ما استدعى نقلهم صوب المستشفى العسكري ابن سينا بمراكش، مع إحالة باقي المصابين على اسرة المستشفى الإقليمي ببن جرير. كان ضمن الإصابات كذلك عنصران مدنيان من ركاب الشاحنة والسيارة، استدعت إصابتهما نقلهما بدورهما إلى المستشفى. مباشرة بعد علمهم بالحادث، تحول مسرح الحادثة الى منطقة “محرمة”، مع انتقال بعض المسؤولين المحليين لعين المكان ،يتقدمهم فريد شوراق عامل إقليم الرحامنة، ووالي الأمن بجهة مراكش تانسيفت الحوز، والقيادات المحلية للدرك الملكي و الوقاية المدنية وكذا القوات المساعدة وبعض رجال السلطة. المستشفى العسكري بمراكش،تحول بدوره إلى خلية نحل تعج بالحركة، مع انتقال مسؤولين محليين وعسكريين لفضاءاته، قصد الإشراف على علاجات المصابين والإطمئنان على أوضاعهم الصحية . منطقة الرحامنة، ظلت تشكل الكابوس المخيف بالنسبة لقوافل الأمن، بعد ان سجلت مؤخرا،وفي نفس الظروف حادثة مشابهة انتهت بإصابة 28 عنصرا أمنيا ضمنهم 3 حالات صنفت بالخطيرة، حين تصيدت بعض آليات القافلة اعطابا ميكانيكية طارئة،ما جعل إحدها من نوع”سطافيت” تنقلب على عقبيها، وترتطم بسيارة أخرى، مسببة في إصابة جميع العناصر الأمنية،التي كانت تقتعد كراسيها الباردة. إسماعيل احريملة