لم يعرف الكثير من العابرين لباب سبتةالمحتلة، ليلة الأربعاء المنصرم ما الذي كان يحدث في أحد جوانب المعبر، تجمع لعشرات من الشبان وجمركيون ووأمنيون يتحركون سريعا، لم يترك أحد يقترب من المكان حيث كان التجمع المشفوع بصراخ، وحتى السباب والمشاحنات والتجاذبات. الجمركيين يعتقلون بعض شبان محملين ببضاعة قادمة من سبتةالمحتلة، الجمركيون يريدون توقيف هؤلاء وحجز بضاعتهم، والآخرون يتهمون الجمركيون بمحاولة ابتزازهم ولما لم يقدموا لهم ما يريدون اعتقلوهم وحجزوا سلعهم… كل متمسك بموقفه ورغم أن الوقت كان ليلا فالجمهور يتجمع هنا وهناك، حتى كادت الامور تخرج على السيطرة… حجز الجمركيون السلع التي كانت بحوزة الشبان المعنيين، وبدؤوا في إحصائها وإنجاز محاضر لهم قبيل تسليمهم للمصالح الأمنية، التي وجدت نفسها في موقف آخر حينما رفض الشبان تقديم أية إفادة، مصرين على متابعة ثلاثة جمركيين مسؤولين عن نقطة تفتيش بالإبتزاز، وأنهم لن يسكتوا عن ذلك ولن “يتفاهموا” مع أحد في هذا الشان.. استشار أحد المسؤولين الأمنيين النيابة العامة بخصوص الموضوع، لإيجاد مخرج للمشكلة التي بدأت تكبر خاصة بوجود “مساندين” للمعتقلين بالخارج من رفاقهم أساسا وبعض المهربين الصغار بهذا المعبر.. لم يكن من حل للمشكل سوى أن يتم تقديم الجميع أمام النيابة العامة، بدأ التحقيق مع الشبان المعنيين وعددهم ثلاثة تلك الليلة قبل أن يخلى سبيلهم، على أساس استكمال التحقيقات لاحقا في حالة سراح، فيما تم استدعاء الجمركيين بتعليمات نيابية يوم الخميس المنصرم، حيث تم الإستماع لهم بدورهم وحتى ساعة متأخرة من الليل، في الإتهامات التي يقول بها الشبان الثلاث، والذين يدعون أن الجمركيين حجزوا سلعهم تلك بعد أن رفضوا تمكينهم من المبلغ الذي طلبوه، والذي لم يكن ممكنا بالنسبة للشبان مهربي البضائع وأكبر من المواد التي كانوا يحملونها.. ينتظر أن يقدم المعنيين أمام النيابة العامة في حالة سراح، كما أفادت بعض المصادر المقربة، حيث أمرت النيابة العامة بتعميق البحث في الموضوع والتحقق من ادعاءات الشبان، لكن دون ان يتم إهمال متابعة هؤلاء بتهريب تلك المواد من سبتةالمحتلة، وتطبيق القانون الجاري به العمل في هذا الشأن. الوضع أصبح خطيرا بباب سبتةالمحتلة، منذ حملة التوقيفات والإعتقالات التي تمت منذ رمضان المنصرم، فالجمركيون والامنيون لم يعودوا يعرفون ما يجب فعله هناك، وكل شيء ممكن في عملهم، فإن لم يقوموا بعملهم كاملا عوقبوا من إداراتهم، وإن تشددوا في ممارسة عملهم واوقفوا العابرين، يواجهون الشكايات الكيدية والشهود بالمئات… يذكر أن المحكمة كانت قد طالبت بإحضار الشهود والمشتكين، بخصوص الجمركيين المتابعين في قضية “شكايات المهاجرين”، خلال الجلسة الاخيرة بالنسبة للمجموعة المعتقلة، حيث يصر المحامون على ضرورة الإستماع لهؤلاء، “لا وجود لقضية دون مشتكين، ولا شهود حقيقيين” يقول أحد المحامين… مصطفى العباسي