ما مستوى الارتباك والغموض الذي يرافق قضية الجمركيين والأمنيين المتابعين حاليا؟ سؤال ستنكشف أسراره قريبا، خاصة في ظل ما يحدث في ظل هاته الأيام. “الأحداث المغربية” التي تابعت الملف عن كثب منذ لحظاته الأولى، علمت أن هناك «مراجعة» حقيقية لكل لكل المساطر التي أعدت خلال الأيام السابقة، خاصة في ظل الملاحظات القانونية والشكلية التي أبدتها النيابة العامة وكذلك قاضي التحقيق، سواء بمحكمة الاستئناف أو بالمحكمة الابتدائية، وكذلك بعض المحامون المقربون من الموضوع، أو ممن وكلوا للدفاع عن بعض المتهمين. حسب المعلومات المتوفرة فقد كان مقررا عرض المجموعة الأولى، التي تضم 12 معتقلا من بينهم أربعة أمنيين، يوم الإثنين المنصرم أمام قاضي التحقيق من أجل التحقيق التفصيلي معهم، لكن العرض أجل في آخر لحظة، بعد أن استعد المتهمون داخل السجن وكانوا على وشك مغادرته في اتجاه المحكمة، ليرجأ الأمر وتؤجل الجلسة إلى يوم 7 من شتنبر الجاري، في وقت كان الكثيرون يعتقدون أنها آخر ليلة لهم بالسجن في انتظار محاكتهم. بعض المصادر قالت إن تأجيل العرض أمام المحكمة، مرتبط بإعادة الاستماع إلى بعض الشهود وتدقيق معطيات وردت في المحاضر، ليس فقط محاضر تلك المجموعة، بل حتى المجموعتين الأخريين، حيث تبين أن هناك شهادات غير متطابقة، وأخرى صدرت عن بعض الأشخاص الذين لا أهلية لهم، حتى يكونوا شهودا أو مصادر تبنى عليها المتابعات. و أكد أحد المحامين في تصريح للجريدة، عن وجود عدد ممن تم الاستماع إليهم واعتماد شهاداتهم في المحاضر، وهم من ذوي السوابق القضائية ومعروفين لدى الجميع بكونهم لا يصلحون للشهادة بتاتا، بل منهم من حاول استغلال هاته الظروف للابتزاز والضغط على جمركيين، لأجل تسهيل عمله في التهريب بمعبر باب سبتة. «بعض المهربين الذين تم الاستماع إليهم أصبحوا هم الحاكمين بباب سبتة» يقول أحد العاملين بهذا المعبر، فبعضهم يقولون «حنا اللي دخلنا هادوك للحبس واللي بغا يتبعهم يوقفنا»، جملة أصبحت تتردد عشرات المرات بهذا المعبر، أمر جعل الأمنيين والجمركيين على حد سواء يتخوفون من أي انتقام، وهو ما يستغله أحد كبار المهربين الذي أكدت مجموعة مصادر أنه يحرك العاملين معه للوشاية بجمركيين. مصطفى العباسي