«غرزة». لايتعلق الأمر بزلة لسان أراد صاحبها نطق «غزة» التي تتعرض حاليا لقصف القوات الإسرائيلية، قبل أن ينحرف به الأمر إلى شئ آخر لاعلاقة له بأشغال مجلس تشريعي ، بل بمصطلح جديد أدخله الاستقلالي فوزي بنعلال إلي قاموس مجلس المستشارين، معطيا بذلك صورة عن المستوى «الراقي جدا» للعمل البرلماني بالمغرب. يحدث هذا على بعد أكثر من شهر على الخطاب الملكي الافتتاحي للدورة التشريعية الحالية، والتي حث فيها جلالة الملك البرلمانيين على ضرورة وضع ميثاق أخلاقي للنهوض بالعمل البرلماني. لكن هذه الدعوة لم تجد بعد طريقها إلى من أنيطت بهم مسؤولية العمل التشريعي . فأول أمس خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس المستشارين، تفوه فوزي بنعلال ب«كلمات غير لائقة» عندما دخل في مشاداة كلامية مع أحد المستشارين. عبارات خلفت استياء عارما لدى الكثيرين من أعضاء المجلس وذلك لدى المواطنين الذي اقترفوا تتبع أشغال الجلسة عبر التلفزيون، في الوتق الذي شكلت اللقطة مادة دسمة المواقع الإلكترونية. «أنت السيد الرئيس ديما هكذا… كاع الإخوان هضروا ثلاثة الدقايق ونص وأنا عطيتني ثلاثة دقايق» يحتج المستشار الغاضب، فيما بنعلال كان يرد بلازمة «انتهى الوقت .. انتهى الوقت»، المستشار يستمر في احتجاجه، قبل أن يستد الغضب بنائب بيد الله ويخاطبه بالقول«انتهى الوقت السيد المستشار .. وانتهى الوقت باراكا من الهضرة الخاوية» ليدخل الاثنان في مشاداة ثنائية وسط دهشة زملائهم المستشارين. «أنت راك رئيس قلت هضرة انت مسؤول عليها، هاذ ماشي هضرة خاوية انت لكتكول هضرة خاوية.. اسحب الكلام ديالك» يرد بدوره المستشار الغاضب، بنعلال يواجهه قائلا « آباراكا من الهضرة بزاف.. اجلس ..أنت ديما مصدع الدنيا» قبل أن يردف بعد اشتدت حالته العصبية وينفجر في وجه خصمه مخاطبا «نترأس نضرب الغرزة ديال.. آباراك من الهضرة الخاوية انتا خصك غير فين تشد سير بعد مني»، فيما رئيس الفريق الفدرالي محمد دعيدعة يحاول مباشرة من مقعده تهدأة بنعلال ملوحا إليه بإماءات، تشير عليه بضررة المحاسبة على ألفاظه وأن كلامه يسمع مباشرة، لكن الغضب كان قد أخذ منه مأخذه ويعود إلى مخاطبة المستشار « آسير.. كانعرفو بعضياتنا… »، حيث كانت الأمور ستتطور للأسوء ولولا إسراع بنعلال بإعطاء الكلمة لممثل الفريق الاشتراكي، طالبا إليه الشروع في إلقاء مداخلته.