مرت أمطار الخير هذه السنة بسلام على المكناسيين، وأثبتت نجاح التجربة الصناعية التي كان الكل ينتظر نتائجها بخصوص نجاعة المحطة المُحدثة لمعالجة مياه عين بتيت وعين ريبعة، ومدى قدرتها على تأمين وتوفير حاجيات المكناسيين من المياه الصالحة للشرب، حيث لم تشهد المدينة خلال هذا الشهر أي انقطاع للمياه رغم التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها .وتجدر الإشارة إلى أن تزويد مدينة مكناس بالماء الصالح للشرب يعتمد في موارده أساسا على المياه الجوفية خصوصا عين بتيت، وعين ربيعة، وعين تاغما، وعين عتروس، حيث تعاني هذه الموارد من تقلبات هامة على مستوى صبيبها في ارتباط تام بكمية التساقطات المطرية، كما تشهد ارتفاعا مهمة خلال فترة الفيضانات، و يصل إجمالي منسوب المياه التي يتم استغلالها انطلاقا من هذه الموارد الأربعة خلال فترات التدفق المنخفض إلى 740 لتر في الثانية. وقد تم إحداث محطة معالجة مياه عين بتيت وعين ربيعة بصبيب يبلغ 600 لتر في الثانية، لتقوية تزويد مدينة مكناس بالماء الشروب وبقيمة مالية تقدر بمئة مليون درهم. كما توفر الأثقاب التي تم إنجازها على مستوى الفرشتين المائيتين لسايس والحاج قدور صبيبا يصل إلى 440 لتر في الثانية خلال فترة التدفق المنخفض، وتمكن الموارد المائية التي يتم تعبئتها حاليا من ضمان تلبية حاجيات سكان مدينة مكناس في أفق سنة 2015. وقد سبق للجهات المعنية أن وضعت برنامجا طموحا لتقوية وتأمين تزويد قطب فاسمكناس بالماء الصالح للشرب، ورصدت له اعتمادات مالية بقيمة 2,6 مليار درهم، هذا المشروع الذي حظي بمباركة ملكية سامية، حيث أشرف جلالته على إعطاء انطلاقة المشروع. وقد هم البرنامج، الذي تم إنجازه من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب تحويل مياه محطة معالجة مياه وادي سبو لتقوية تزويد مدينتي فاسومكناس بالماء الشروب، بكلفة 115 مليون درهم، والتي انتهت أشغاله مع متم شهر يونيو المنصرم حسب ما كان مقررا، الشيء الذي مكن من ضمان صبيب 500 لتر في الثانية من المياه. وأمام وفاء كافة الأطراف المتدخلة في المشروع من المجلس البلدي بمكناس، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس، والسلطات الوصية بواجباتها والتزاماتها، فقد نجح القيمون على المشروع في إنهاء أشغاله في الوقت المحدد الذي صادف نهاية شهر يونيو المنصرم، الأمر الذي تمكن معه سد صفحة معاناة المكناسيين مع الماء الصالح للشرب.