حتي لا يفاجأها الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات المحلية والجهوية المقبلة، شمرت عدد من قيادات الأحزاب السياسية عن سواعدها للرفع من ويترة التحضير، وذلك بعدما تركت كراسيها بالمركز، لتتحمل عبء الانتقال إلى الفروع الحزبية، بالجهات والأقاليم في رحلة تواصلية مع القواعد، لوضعها في صورة التحضير. إخوان عبد الإله بن كيران في العدالة والتنمية، الذين دشنوا عملية للاستحقاقات المحلية والجهوية المقبلة، فبالاضافة إلى مراهنتهم على نتائج ايجابية لقياس شعبية الحزب بعد الانتخابات التشريعية الماضية، فإنه لحسن الحظ، يقول عبد الإله دحمان، الكاتب الجهوي لحزب المصباح بمدينة وزان «تزامن التحضير للانتخابات مع استكمال الهيكلة المجالية للحزب بتجديد الفروع، والتي دخل فيها الحزب مباشرة بعد مؤتمره السابع الأخير»، وهو الأمر الذي اعتبره العضو بالحزب، «فرصة مواتية لتحضير جيد للانتخابات»، فسلسلة المؤتمرات الإقليمية والمحلية، التي انخرط فيها الحزب وما تزال متواصلة إلى حدود اليوم، «يحظى فيها ملف الانتخابات بالأولوية» يضيف المسؤول الحزبي. وليس إخوان بن كيران وحدهم من بدؤوا يجوبون الأقاليم والجهات للتواصل مع القواعد، فحتي رفاق مصطفى بكوري الأمين العام للأصالة والمعاصرة دخلوا بدررهم في نفس اللعبة، فقيادة الحزب، ما إن مسكت بمقود «الجرار»، حتي بدأت تجوب عدد من المدن لملاقاة القوعد في لقاءات تواصلية وما تزال تواصل نفس العملية، فيوم الجمعة الماضية، كان لمصطفى البكوري موعد مع قواعد حزبه بالعاصمة الإسماعيليةمكناس، والذي أكد خلاله المدير العام للوكالة المغربية للطاقة الشمسية لمناضليه، أن الحزب وصل إلى مرحلة «البناء الموافق للتوجهات الاستراتيجية للحزب والمعتمد على التشاركية وفتح الفرص لجميع المؤهلات التي تتوفر عليها مختلف الجهات والأقاليم»، إلا أن رفاق بكوري، الذين يسعون إلى استعادة بعض القلاع الانتخابية، التي فقدوها خلال الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، يراهنون كثيرا على اللقاءات التواصلية، التي تقودها القيادة الجديدة مع القواعد، لضخ دماء جديدة في الهياكل المحلية والاقليمية للحزب استعدادا للانتخاب المقبلة، وهذا ما عبر عنه قائد « الجرار»، بكون «الأربعة الأشهر القادمة ستكون لها أهمة تاريخية بالنسبة للحزب». أما رفاق نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذين يطالبون بأن تجري الانتخابات المحلية والجهوية قبل متم سنة 2013، فإنهم قطعوابدورهم، أشواطا في عملية التحضير، فقبل دورة اللجنة المركزية الأخيرة، كانت قيادات حزب «الكتاب» في المكتب السياسي في حالة استنفار، بعدما توزع أعضاؤه على امتداد الجهات والأقاليم للإنصات لمناضلي الحزب وجمع الأفكار والتوصيات والمقترحات المتعلقة بالتحضير للاستحقاقات المقبلة نيبل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، يراوده طموح كبير لتحسين ترتيب حزب «علي يعتة» في سبورة النتائج الانتخابية، فخلال كلمة وجهها وزير السكني والتعمير وسياسة المدينة إلى منتخبي ومناضلي الحزب بجهة الغرب شراردة بني حسن سابقا، لم يتردد بنعبد الله في دعوتهم إلى «التعبئة وترتيب البيت الداخلي للفروع المحلية والإقليمية من اجل تحقيق النتائج المرجوة في الاستحقاقات الجماعية القادمة». وإذا كان العدالة والتنمية قد دخل مرحلة التحضير للانتخابات المقبلة لقياس شعبيته، ورفاق مصطفى بكوري من أجل استعادة «القلاع الانتخابية الضائعة»، والتقدم والاشتراكية لتحسين نتائجه الانتخابية، فإن حزب وزير الداخلية امحند العنصر، الحركة الشعبية، لم يبق مكتوف الأيدي، فبعد اللقاءات التواصلية التي قادت الأمين العام بالنيابة سعيد أمسكان للقاء رفاقه «الحركيين» بعدد من الجهات والأقاليم لتقييم عملية التحضير للانتخابات، سيشد، وزير النقل السابق مرة أخرى الرحال، يومه المقبل، نحو مدينة «الحمامة البيضاء»، تطوان، ليضع مع قواعد الحزب موضوع الاستعداد للانتخابات على طاولة النقاش بإحدى القاعات السينمائية بالمدينة.