جلسة المكاشفة مع رئيس الحكومة لن تقتصر على قيادة حزب الاستقلال. فمخافة تطور الأمور نحو الباب المسدود في العلاقات بين الحكومة وأغلبيتها بمجلس النواب على خلفية البيانات والبيانات المضادة بين الطرفين ، لم يجد الرؤساء الأربعة لهذه الأخيرة، بدا من الدعوة إلى لقاء عاجل مع رئيس الحكومة لتبديد التوتر ووضع الأمور في نصابها. الاثنين الماضي وخلال جلسة عامة بمجلس النواب، انسل رؤساء الفرق الأربعة، عبد الله بوانو، رشيد روكبان، نورالدين مضيان ومحمد مبديع من أشغال الجلسة وانزووا لبعض الوقت، بإحدى قاعات المجلس، في لقاء، خصص لبحث سبل تجاوز التوتر الحاصل الآن بين فرقهم والحكومة، لدرجة قيام الفريق الاستقلالي بإصدرا بيان شديد اللجهة إلى الحكومة، على خلفية الانتقادات التي وجهتها إلى النواب الاستقلاليين الذين انتقدوا مشروع قانون المالية. «اتفقنا على ضرورة عقد لقاء عاجل مع رئيس الحكومة، لتوضيح اللبس ووضع النقاط على الحروف» يأتي عبر الهاتف صوت أحد القيادات بالأغلبية النيابية، مشيرا في اتصال مع «الأحداث المغربية» إلى أن الأمور وصلت لمنحى خطير ينذر بالأسوء، إذا لم يتم التحرك بسرعة لاحتواء الأزمة في مهدها. لقاء المكاشفة والمصارحة المرتقب، على حد وصف المصدر، لن يقتصر على رئيس ورؤساء الفرق، بل سيشمل كذلك زعماء أحزاب التحالف الحكومي. فالطلب الشفوي، الذي توصل به رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، حمل في طياته، إشارة إلى ضرورة حضور زعماء الأغلبية، وذلك لوضع الجميع في الصورة الحقيقية لما وقع و ما سيقع إذا لم يتم التوصل إلى صيغة للخروج من النفق يضيف القيادي. الخروج من النفق بالنسبة لفرق الأغلبية، بما في ذلك فريق العدالة والتنمية، يعني «التزام حدودها» يبرز المصدر، موضحا بنبرة غاضبة، أن الفرق ستبلغ رئيس الحكومة رسالة واضحة، تلقول له فيها« إن كونهم أغلبية تساند الحكومة، ليس معناه الانبطاح لإملائاتها، كما أن هذه الأخيرة، لاحق لها في التدخل في صلاحياتها كفرق مطوقة بمسؤولية مراقبة العمل الحكومي» يسترسل القيادي. قبل ذلك ولتعبيد طريق احتواء الأزمة، استبقت الأغلبية إلى عقد لقاء للجنة مصغرة، تضم أربعة ممثلين عنها، أول أمس وتواصلت اجتماعاتها في اليوم الموالي، للتقريب بين التعديلات التي طرحها كل فريق على لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب. ففيما أكدت مصادر أن الفريق الاستقلالي، سيحجم عن التنسيق مع الفرق الأخرى بهذا الخصوص، نفي المصدر ذلك مؤكدا أنهم اجتمعوا بمكتب الفريق الاستقلالي، ولم يصدر عن هذا الأخير ما يفيد ذلك، بل على العكس من ذلك،فإن ممثله يشارك في أشغال اللجنة المصغرة التي ستقوم بتركيب تعديلات كل فريق وتجميعها في ملف واحد، سيعرضه رؤساء الفرق على أنظار رئيس الحكومة وزعماء الأحزاب في اللقاء المرتقب، من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرق والحكومة.