سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنكيران يستنجد بالتحالف الحكومي في البرلمان لتفادي مناوشات فريقه تمكنت من انتزاع تعهد من فرق الأغلبية بضبط النفس واستحضار رهان انجاح التجربة الديمقراطية
استنجد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بالتحالف الحكومي على مستوى مجلسي البرلمان، من أجل رأب الصدع الذي بدأ بالظهور خلال الأسابيع الماضية بين مكوناته، على خلفية ما اعتبر استهدافا من قبل نواب حزب العدالة والتنمية للأمين العام لحزب الحركة الشعبية وزير الداخلية امحند العنصر. وكشفت مصادر برلمانية ل«المساء» أن بنكيران تمكن، خلال استدعائه رؤساء فرق الأغلبية بمجلسي النواب والمستشارين إلى مقر رئاسة الحكومة أول أمس الخميس، من انتزاع تعهد تلك الفرق بتفادي المناوشات التي قد تؤثر على انسجام التحالف الحكومي، وهو التعهد المعني به بدرجة أولى نواب العدالة والتنمية. وحسب المصادر ذاتها، فقد تم التأكيد خلال الاجتماع على أن الجميع مدعو إلى ضبط النفس، واستحضار رهان إنجاح التجربة الحكومية الحالية، خاصة في ظل الانتظارات الكبرى المعبر عنها من قبل المواطنين في مجالات الصحة والتشغيل والتعليم. وكان لافتا، خلال الاجتماع الذي حضره الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، سيادة ما أسمته مصادرنا «روحا إيجابية وتفاعلا وتفاؤلا» بين مكونات الأغلبية ورئيس الحكومة، وتركيزها على تدعيم جهود التنسيق بين مكونات التحالف الحكومي، وسبل تعزيز الانسجام والوحدة، من خلال التداول في ماهية الآليات والميكانيزمات التي من شأنها زيادة وتوطيد التنسيق والتعاون بين مكوناتها على جبهة البرلمان وفي مواجهة المعارضة. فيما لم تحل تلك الروح الإيجابية من إثارة أجواء التوتر التي خلقها تكرار حوادث مهاجمة نواب الحزب الإسلامي القائد للأغلبية لزعيم حزب مشارك في حكومتهم، حيث سجل بعض المتدخلين معارضتهم لكل محاولات توتير الأجواء. إلى ذلك، تمكن رؤساء فرق الأغلبية ورئيس الحكومة، خلال اجتماع امتد لما يربو عن ثلاث ساعات بمقر رئاسة الحكومة، من تحديد منهجية عمل بخصوص مقترحات القوانين والتصويت والتعديلات ومناقشة مشاريع القوانين والرقابة على مستوى اللجان والأسئلة الشفوية والكتابية. وحسب مصادرنا، فإن الأغلبية البرلمانية تتجه إلى تحقيق مزيد من التنسيق والعمل المشترك بينها، وتطوير أدائها البرلماني من خلال تقديم مقترحات قوانين وتعديلات مشتركة، وتنظيم أيام دراسية مشتركة، والتفكير في مبادرات مشتركة من شأنها جعل فرق الأغلبية الأربعة قوة اقتراحية منسجمة، وكذا من خلال اجتماع آلية التنسيق على مستوى التحالف بمجلسي النواب والمستشارين. من جهة أخرى، اعتبر رشيد روكبان، رئيس الفريق التقدمي بمجلس النواب، خلال اجتماع رؤساء فرق الأغلبية برئيس الحكومة، أن الأغلبية الحالية أقوى بكثير من أن تؤثر عليها بعض لحظات التوتر. وقال في اتصال مع «المساء»: «صحيح هناك لحظات للتوتر، لكن تماسك الأغلبية أقوى. نحن نسير الآن في اتجاه الاجتهاد أكثر على مستوى تقوية التنسيق بيننا»، مشيرا إلى أن «رئيس الحكومة يسعى بكل تفان في سبيل تقوية تماسك الأغلبية وإنجاح التجربة، وإبقاء الأجواء هادئة، بما سيعود بالخير على الوطن والمجتمع». واعتبر روكبان أن الحكومة استطاعت تجاوز مرحلة التشويش لتنتقل إلى مرحلة سيادة الانسجام والأداء الجماعي بين وزرائها، مؤكدا أن الرهان الآن هو تحقيق المزيد من التنسيق بين الحكومة وفرق الأغلبية.