من شواطئ تيفنيت باشتوكة أيت باها حتى شواطئ مير اللفت والكزيرة وسيدي إفني مأساة واحدة رهيبة تتكرر كل يوم منذ قرابة 15 يوما، أينما وليت ظهرك تجد طيور النورس نافقة، تحط على جنبات البحر وفوق الصخور منهكة، وسرعان ما تودع الدنيا في صمت دون معرفة الأسباب التي جعلتها تقضي نحبها بهذه الأعداد طيلة هذه الأيام. بعض الساكنة بتفنيت أكدت أن ظاهرة نفوق طيور النورس في مثل هذه الأوقات من السنة مشهد يتكرر كل عام، البعض اعتقد أن الصيادين قد يكونون انتقموا من هذا الطائر الذي يتغذى على الأسماك ويضايقهم فيما ما اصطادوه. غير أن مشهد جيف الطيور النافقة المنتشرة خلال هذه السنة على طول كيلومترات من شاطئ تيفنيت باشتوكة أيت باها حتى شاطئ أكلو بتيزنيت مرورا بشاطئ سيدي الوافي وميراللفت والكزيرة وشاطئ سيدي إفني يجعل هذه الفرضية لا تصمد أمام هول الكارثة البيئية. أحد الصيادين بسيدي الوافي استبعد قضية التسميم أو الانتقام من الطائر، وبدا بالعكس حانقا من مشهد الشاطئ وما قد ينتج عن وضعه الحالي من هجران للسياح خوفا على روحهم وأطفالهم من انتقال عدوى محتملة. سياح بالشاطئ هالهم أمر هذه الظاهرة، واعتبروا الأمر محزنا، وأن القيام ببحث من قبل مختصين لمعرفة أسباب هذا النفوق الجماعي لطائر النورس الجميل يجب أن يكون حالا. وأكد أحد الصيادين بشاطئ سيدي الوافي ل«الأحداث المغربية» أن هذا الطائر “صديقهم في رحلة الصيد ولا يمكن حتى مجرد التفكير في الإضرار به وتعريض حياته للخطر”، وشدد بالمقابل على أن الحالة “إذا ما استمرت فقد تؤدي إلى انقراض هذا الطائر، وانتشار الروائح الكريهة وما سيرافقها من أمراض بسبب تناثر بقايا الطيور النافقة”. مهنيون يرتبط قوتهم اليومي بشاطئ مير اللفت والجزيرة طالبوا عند اللقاء بهم من الجهات المكلفة بالبيئة في شخص وزارة الصحة، والفلاحة والصيد البحري والسلطات الإقليمية أن تتدخل أولا لتشخيص الحالة، ومعرفة أسبابها، وعواقبها على الإنسان والوسط البيئي الممتد على شواطئ أشتوكة تيزنيت وصولا إلى سيدي إفني. وفي محاولة لفهم ما يجري لم نتمكن من أخذ وجهة نظر مسؤولين، خصوصا أن المهنيين بهذه الشواطئ يذكرون أن أية جهة لم تتحرك لمعرفة ما يجري. النورس طائر يكبر الحمام بقليل، ويقاربه في الشبه، يتميز عنه بمنقاره الأصفر الضخم، يعيش بالشواطئ، والمناطق حيث تتجمع المياه، ويتغذى على أكل الأسماك، وبيض الطيور الأخرى وفراخها الصغار، كما يناول صغاره نفس الوجبات التي يتغذى عليها بعدما يحولها إلى سمك أو لحم مفروم بمنقاره. يصنع أعشاشه من أعشاب البحر والحشائش، وتضع الأنثى بين بيضتين إلى ثلاث، في عش يفضل أن يقيمه بالقصبات والمباني التاريخية المهجورة المجاورة للبحر، أو بالأشجار الكثيفة القريبة من الماء. إدريس النجار نصوير: إبراهيم فاضل