شهدت مدينة قصبة تادلة مساء الأربعاء الماضي تساقط أمطار غزيرة دون توقف لعدة ساعات. وقد اجتاحت المدينة على إثر ذلك سيول قوية تسببت في خسائر مادية ببعض أحياء المدينة وانقطاع التيار الكهربائي ببعض أحياء المدينة العتيقة. فبالقرب من الثكنة العسكرية الشمالية، تجمعت مياه الأمطار القادمة بقوة من شعاب أيت اعمر وغمرت الطريق الرئيسية بشارع 20 غشت، حيث توقفت حركة المرور وكادت أن تجرف معها سيارة أجرة صغيرة تحمل الركاب. ولم تستوعب قنوات تصريف المياه بالمكان ذاته الكميات الهائلة من المياه التي اجتاحت حي الأمل (الودادية) محملة بالوحل والأحجار في منظر مخيف. واخترقت جراء ذلك سيول المياه العديد من البيوت مخلفة خسائر في التجهيزات المنزلية والرعب في نفوس الأطفال. كما شد انتباه المواطنين التدفق القوي للمياه من إحدى قنوات الصرف الصحي بفعل قوة السيل وضيق حجم القناة. وقد تجمع عدد كبير من المواطنين وهم يتابعون بذعر منظر السيول وهي تخترق البيوت، وحركات إحدى الجرافات التابعة للجماعة وهي تزيل الأوحال والأحجار عن الطريق ومجهودات بعض العمال لتيسير جريان المياه بالبالوعات المختنقة وتدخل عدد من المواطنين لتقديم الدعم للمتضررين. وغمرت المياه القوية كذلك منازل بحي بودراع ببلوك2 وبالقرب من المركز التجاري بأماكن منحدرة كانت في الأصل عبارة عن شعاب. وقد عبر العديد من السكان عن استيائهم من تكرار نفس المشهد المأساوي منذ سنين مع تهاطل الأمطار الغزيرة. وحملوا المسؤولية للمجالس البلدية المتعاقبة التي لا تمتلك مخططا حقيقيا لمواجهة الفيضانات بالنقط السوداء بالمدينة، وتجهيزها ببنية تحتية قادرة على استيعاب السيول القوية، خصوصا بحي الأمل (الودادية) وبودراع وبعض أحياء المدينة العتيقة. قصبة تادلة: محمد البصيري