في معرة النعمان، كانت الطائرات المقاتلة السورية تغير على سكانها العزل، 44 قتيلا أغلبهم من الأطفال يضيفهم نظام الأسد إلى آخرين ممن ماتوا طلبا للحرية، غير بعيد و على الحدود الأردنية كان جلالة الملك يقوم مرفوقا بالأمير مولاي رشيد بعد زوال أمس الخميس بزيارة للمستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي بمخيم (تل الزعتري) للاجئين السوريين الذين سلمهم جلالته .هبتين الزيارة، التي تفقد فيها المرضى والجرحى من اللاجئين السوريين وهم يتلقون العلاجات بالمستشفى الميداني العسكري المغربي، لم يقتصر وقعها على وجوه اللاجئين المكلومين والمكتوين بحرقة اللجوء، ووصلت صورها إلى الصفحات الأولى من صحف المنطقة، كما هو حال أكثر المواقع متابعة في الشرق الأوسط «ميدل إيست أونلاين» الذي وقف عند «حفاوة الاستقبال الذي خصص لجلالته لدى زيارته للمستشفى الميداني، مشيرة إلى أن اللاجئين السوريين رددوا بالمناسبة هتافات من قبيل «الله محيي المغرب» احتفاء بوجود جلالة الملك بينهم. في أحسن الأحوال كان الضيف، مسؤولا أمميا أو ممثلا لإحدى هيئات الإغاثة، لكن أن يتعلق الأمر بملك عربي يأتي إلى خيامهم و يجلس إلى أسرتهم، ذلك ما لم تصدقه ساكنة مخيم الزغتري وهي تستقبل أول رئيس دولة يزورها، الوجوه المنشرحة و الهتافات المستقلبة بادلها جلالته بأكثر من رد التحية وهو يقترب من المرضى والمصابين، و يسأل عن تفاصيل معيشهم اليومي في .المستشفى و داخل المخيم هذه أم يستفسرها جلالته عن حال ولدها، ومقاتل جريح يشير إلى جلالته بتحية النصر، حرص كبير من جلالته على أن ينهض المصابون من أسرتهم ينحني لكي يتحسس حرارة طفل مصاب، ويبادر إلى الاقتراب كثيرا من سيدة أرادت الوقوف ، في جناح الأطفال أبى جلالة الملك إلا أن يدنو من أم ولدها يضع يديه على ركبتيه. «هذه أشياء لا يمكن أن تصدر إلا عن قائد يتحلى بشجاعة سياسية كبيرة» يصرح أحد اللاجئين في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مضيفا أن «تشريف جلالة الملك محمد السادس لنا خفف من آلامنا ومعاناتنا النفسية، بعد أن كان أول المبادرين بإرسال طاقم طبي كفء لعلاج جروحنا الجسدية» . اللواء الطبيب الأردني خلف منصور، نائب المدير العام للخدمات الطبية الملكية الأردنية قال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغرب يقدم خدمات جليلة لهؤلاء اللاجئين، وبأنه يعد الأكبر من بين ثلاث مستشفيات عسكرية عاملة بالمخيم. من جهته، قال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أيمن مفلح، إن بلاده تشرفت بزيارة جلالة الملك وبقدوم جلالته إلى المستشفى الميداني المغربي، حيث سلم هبتين، عبارة عن أغطية ومستلزمات الأطفال وتجهيزات طبية. «المستشفى استقبل لحد الآن 24 ألفا و883 مريضة ومريضا جلهم من الأطفال (11 ألفا) والنساء (7 آلاف)، كما أقيمت فيه 136 عملية جراحية، منها 92 لمن أصيبوا بطلقات نارية جراء الوضع المتدهور في سوريا» يقول الحسين الوردي وزير الصحة ، مشيرا إلى أنه يضم أكثر من 20 تخصصا ويعمل داخله 27 طبيبا متخصصا و50 ممرضا وممرضة وأعوانا، وهو مجهز بالتكنولوجيات الحديثة والمستلزمات الطبية والبيو- طبية. الزيارة التي قال عنها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني بأنها تعكس «اهتمام المغرب الشديد بالأزمة السورية على المستويات السياسية والدبلوماسية والإنسانية»، أبى جلالته إلى أن ينهيها بالاقتراب من جموع اللاجئين السوريين الذين اصطفوا بكثافة أمام المستشفى المغربي، ويبادلهم التحية واحدا واحدا، تماما كما يفعل جلالته مع مواطنيه. ياسين قطيب