على امتداد نهاية الأسبوع المنصرم، عاش فضاء الحي الجامعي بمراكش حالة استنفار قصوى، تجندت خلالها مختلف عناصر القوات العمومية، لمحاصرة حالة الاحتقان الطلابي، التي أشعل فتيلها بعض الطلبة المنحدرين من أقاليمنا الجنوبية، للمطالبة بإطلاق سراح بعض زملائهم المعتقلين على خلفية أحداث إحراق الحي الجامعي نهاية السنة ما قبل الماضية، وكذا للتضامن مع بيادق الانفصال. وقد تحول فضاء الحي الجامعي إلى ساحة لترديد مجموعة من الشعارات المستفزة للشعور الوطني، من خلال الإعلان الصريح والفاضح، عن انتماءات انفصالية، تمجد «كفاح» ما يسمى بالشعب الصحراوي، والتأكيد على حتمية «تقرير المصير»، وبالتالي رفع الأصوات عاليا بشعار: «لا بديل لا بديل، عن تقرير المصير». وقد حاول عشرات الطلبة مساء السبت الماضي، مغادرة فضاء الحي الجامعي، والانخراط في مسيرة احتجاجية تجاه الشوارع المجاورة، قبل أن تتصدى لهم عناصر القوات العمومية بحزم، ومن ثمة إجبارهم على العودة للاحتماء بجدران الحرم الجامعي، حيث استمرت الشعارات الصادمة للشعور الوطني، تتردد في الفضاء إلى ساعات متأخرة من الليل، فيما اكتفت القوات العمومية باتخاذ موقف التأهب استعدادا لأي طارئ محتمل. وقد امتدت شرارة الاحتقان والمواجهات إلى اليوم الموالي، بعد الإعلان عن تنظيم اعتصام وإضراب عن الطعام طيلة 24 ساعة، في إطار التضامن المعلن عنه مع المعتقلين المذكورين، تم تتويجه بمسيرة صغيرة لم تتجاوز حدود الشوارع المحادية للحي الجامعي، ومن ثمة العودة إلى رفع الشعارات المناوئة للوحدة الوطنية، وللشعور الوطني. ويذكر أن حالة الاحتقان المذكورة، قد انطلقت مع شروع بعض الطلبة المدانين في مغادرة فضاء سجن بولمهارز بالمدينة، بعد انصرام المدة المحكوم عليهم بها، بالنظر إلى كون جل المعتقلين على خلفية الأحداث المومأ إليها قد تمت إدانتهم بسنتين حبسا نافذا، باستثناء طالبين تم اعتبراهما الرأسين المدبرين للأحداث، حيث تمت إدانتهما بأربع سنوات حبسا نافذا. وينتظر ان تشهد فضاءات جامعة القاضي عياض والحي الجامعي، المزيد من حالات الاحتقان، بعد أن شرع البعض في أخذ العدة استعدادا لبعض المناسبات الانفصالية، وهو ما يخلف الانطباع، بأن تأجيج الوضع، تتحكم فيه أياد خفية، وتتم إدارة الصراع المعتمل من خارج الحدود الوطنية، وبالتالي استعمال الطلبة المعنيين كوقود لفتنة، يراد إيقاظها للتأثير على الموقف الرسمي، والتأثير على مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل مقبول ومعقول للصراع المفتعل.