يوم طويل مر على الاستقلاليين يوم أمس الأحد. قصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات كان قبلة كل الاستقلاليين وقبلة رجال الاعلام الذين سمح لهم لاول مرة بالتغطية المباشرة لأول دورة للمجلس الوطني، بعد المؤتمر السادس عشر. خضع كل الداخلين لمقر قصر المؤتمرات لتدقيق في هوياتهم سواء الصحافيون أو أعضاء المجلس الوطني، لم يسمح على الاطلاق بدخول اي شخص لا يحمل صفة عضو مجلس وطني ولا صحافي لا يوجد اسمه ضمن القائمة التي تم تسجيلها يومين قبل انعقاد المجلس الوطني. مرت ساعتان عن الموعد المحدد لبداية اشغال المؤتمر استغلها المرشحان للسلام على اعضاء الوطني والتقاط صور معهم. حميد شباط كان يحاط في كل مكان يحل به بانصاره الذين يحرصون على التقاط صور معه. لم يفرغ حميد شباط من كل هذا إلا مع قدوم عبد الواحد الفاسي الذي كان عدد من تحلق حوله أقل مما تحلق حول شباط. استغل بعض المعتدلين داخل الصراع فرصة تقابل المرشحان، ليدعوا شباط للسلام على عبد الواحد. شباط استجاب بسرعة وعانق عبد الواحد الفاسي، تحلق المصورون حول المشهد الناذر الذي زاد قوة عندما التحق عباس الفاسي بالمرشحان واضعا يديه في يديهما، المشهد تفاعل معه الاستقلاليون بسرعة وردد نشيد الحزب في كل ارجاء القاعة في لحظة وحدت الجناحان المتصارعين. داخل قاعة التصويت كان المشهد مغايرا لما كان في الخارج. قاعة فسيحة امتلأت عن إخرها بكراسي سرعان ما تبين أن عددها غير كافي لكل أعضاء المجلس الوطني فكثير منهم بقي واقفا. اسم امحمد بوستة عضو مجلس الرئاسة ردد طويلا في قصر المؤتمرات بالصخيرات. في كل حركات وسكنات اعضاء المجلس الوطني كان اسم الامين العام السابق لحزب الاستقلال حاضرا. المفارقة الاكثر غرائبية هي ان الرجل دخل تحت وابل التصفيقات والزغاريد وعندما دخل حميد شباط مرشح الامانة العامة تعالى مجددا اسم امحمد بوستة. عبد الواحد الفاسي دخل مع انصاره للقاعة واذانه تكاد تصم من ترديد اسم امحمد بوستة. الكل اعتقد في لحظة م اللحظات أن اسم امحمد بوستة قد يكون اسما بديلا للمرشحين المتصارعين منذ ثلاثة أشهر. في ساحة القاعة كان عبد الواحد الفاسي يعطي تصريحات للصحافة. في احداها قال للاحداث المغربية “إني استبعد أن يكون هناك مرشح ثالث، فليس هناك بوادر توحي بذلك”. وفعلا ذاك ما وقع لم يعلن غير حميد شباط، وعبد الواحد الفاسي. عباس الفاسي كان اول من نودي عليه للتصويت ليخضع لكل الاجرءات المعقدة والتي تفرض على كل عضو من أعضاء المجلس الوطني أن يقدم بطاقته الوطنية والبطاقة الالكترونية التي سلمت له لموظفي الشركة لتيتم التأكد من هوية المصوت ليتم نشر صورته في شاشات كبرى قبل ان تسلم له ورقة التصويت التي تحمل خاتم رئيس المؤتمر وتوقعيه. لم يسمح بغير الورقة التي يسلمها رئيس المؤتمر، امحمد الخليفة نودي عليه ثلاث مرات داخل القاعة دون أن تكون إجابات لقد غاب امحمد الخليفة عن المجلس الوطني كما غاب عن المؤتمر، فكان آخر ما يذكره الاستقلاليون له هو الخرجة الشهيرة التي اقترح فيها على مرشحي الامانة العامة الانسحاب من السباق لفائدة مرشح ثالث. عانى اعضاء المجلس الوطني في انتطار دورهم في التصويت. بين الحين والآخر كان بعض الاستقلاليين يفقدون أعصابهم كما وقع لإحدى عضوات المجلس الوطني عندما طالبت بعدم تسليم أوراق التصويت لأي واحد من أعضاء لجنة رئاسة المؤتمر وتركها بين يدي الرئيس. استجاب الكل بسرعة للطلب ورغم ذلك وقعت المناوشة بينها وبين إحدى عضوات مكتب الرئاسة، ولولا تدخل رجال الأمن الأقوياء الذين استعان بهم حزب الاسقتلال لضبط القاعة لوقع ما لم تكن تحمد عقباه. لقطات * شوهد عبد اللطيف أبدوح البرلماني الاستقلالي في مجلس المستشارين والمتهم بتبديد أموال عمومية وتجري متابعته بذلك أمام محكمة الاستئناف بمراكش داخل قاعة التصويت مدليا بصوته في انتخاب الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال. * شاهد الحضور عباس الفاسي الأمين العام المنتهية ولايته هو يغادر قاعة التي تحتضن أشغال المجلس الوطني. الكل ظن في البداية ان الامر يتعلق بانسحاب الأمين العام السابق من أشغال المجلس الوطني. سرعان ما عاد عباس الفاسي لمقعده. * اضطر محمد الأنصاري للنداء على إسم مولاي امحمد الخليفة ثلاث مرات للإدلاء بصوته دون أن تتم الإجابة. امحمد الخليفة غاب عن المجلس الوطني كما غاب عن المؤتمر. * نادى محمد الأنصاري رئيس المؤتمر عن طريق الخطأ على امحمد بوستة لتدشين عملية التصويت، قبل أن يتراجع عن ذلك وينادي على عباس الفاسي ليكون أول من يصوت على الأمين العام الجديد للحزب.، متبوعا بوبستة وامحمد الدويري وعبد الكريم غلاب، * شوهد محمد الوفا وهو يلعب دور الاطفائي في كل المناوشات التي كانت تقع بين الاسقتلالين قرب منصة الرئاسة التي كان اعضاؤها يتضايقون من الازدحام الشديد الذي سببه المصورون الصحافيون واعضاء المجلس الوطني. * عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال المنتهية ولايته قال في تصريحات للصحافة، أنه مقتنع بالنجاحات التي حققها خلال الولايات الثلاث التي قاد فيها حزب الاستقلال، وبدا عباس الفاسي مطمئنا على وحدة الحزب بعد الاعلان على نتا ئج انتخابات الأمين العام.