مئات الحافلات، عشرات الخيام المنصوبة حول القصر الملكي، تبسيط وسرعة واضحان في أداء المراسيم، لم يكن المشاركون، أول أمس الثلاثاء، في حفل الولاء تخليدا للذكرى الثالثة عشرة لتربع جلالة الملك على العرش يتوقعون أن العملية ستمر بهذا اليسر و أنها لن تستغرق، على غير العادة، من الوقت إلا أقل من ربع الساعة . وكما كان الحال عندما تم تأجيل حفل أداء البيعة إلى بعد شهر رمضان الأخير، ساد الحرص في الساحة المقابلة للقصر الملكي على تجنب الإرهاق الذي قد يسبب فيه طول انتظار المشاركين و مراعاة ظروف المبايعين القادمين من كل أنحاء البلاد تحت حرارة قاربت عتبة الأربعين درجة . في سابقة من نوعها كان حرص القائمين على البروتوكول الملكى أن يختزل تلقي جلالة الملك، الذي كان مرفوقا بالأمير مولاي رشيد والأمير مولاي إسماعيل، للبيعة إلى الحد الأدنى من الترتيباب والمراحل التي كانت تصل مدتها أحيانا إلى ما يزيد عن نصف الساعة . اختزال جسدته كذلك سرعة تنقل موكب جلالته نحو المبايعين من رجال الإدارة الترابية، ولاة وعمال و قياد بالإضافة إلى الأعيان و شيوخ القبائل و المنتخبين. قبل وفود ممثلي مختلف جهات وعمالات وأقاليم المملكة، لتجديد البيعة لأمير المؤمنين، مر الموكب الملكى أمام أعضاء من الحكومة الذين ردوا تحية جلالة الملك بانحناءة خفيفة؛ و قدم وزير الداخلية امحند العنصر مصحوبا بولاة وعمال الولايات والعمالات والأقاليم وولاة وعمال الإدارة المركزية الولاء ، لتتوالى بعد ذلك وفود الجهات الست عشرة تقدمها ممثلو الأقاليم الجنوبية بوفود كل من جهة وادي الذهب الكويرة، جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، جهة كلميمالسمارة. بالإضافة إلى رئيس الحكومة، حضر حفل أداء البيعة كل من رئيسي مجلسي النواب والمستشارين، ومستشاري جلالة الملك، والهيأة الوزارية، ورؤساء الهيئات الدستورية، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والمدير العام للأمن الوطني، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية. « لا يشك فيه أحد ولا يتمارى فيه مسلم من المسلمين ولا مؤرخ من المؤرخين كون الدولة المحمدية النبوية في الإسلام قامت على نظام يسمى البيعة» يقول وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية في تصريح للصحافة عقب انتهاء حفل الولاء، أكد فيه «شرعية نظام البيعة للملك وتجذرها في التاريخ الإسلامي»، معتبرا تنظيم حفل الولاء كل سنة « تجديدا من المغاربة للبيعة التي في عنقهم إزاء الملك، باعتبارها عقدا سياسيا ودينيا شاملا».