كانت بداية هذه القضية بتهاطل شكايات على المصالح الأمنية بفاس تفيد تعرض ضحايا من بينهم نساء، تعرضن للاغتصاب بالعنف والسرقة والاختطاف والاحتجاز والضرب والجرح. واثر هذا الانفلات الأمني الذي عاشت المدينة على إيقاعه تبنت مصالح الأمن إستراتيجية أفضت إلى إيقاف مجرم خطير بتهمة الاغتصاب والاختطاف والاحتجاز وتزعم عصابة إجرامية، تورط أفرداها في ما يزيد على 30 قضية جنحية وجنائية من أجل إحالتهم على العدالة . كانت “النكافة ” صبيحة ذلك اليوم الرمضاني في طريقها إلى منزلها بعدما قضت ليلتها في ضيافة شقيقها، وبعد أن وصلت إلى أحد الأزقة الخالية من المارة بخطى متثاقلة صادفت في طرقها المتهم «زعيم العصابة». شعرت بالخوف لما تسمعه عن حالات الاعتداء التي يتعرض لها المارة. ورغم هذا الإحساس واصلت سيرها فاعترض سبيلها، وهو يلوح بسلاحه الأبيض قبل أن يلامس به بطنها ويطالبها بالتزام الصمت ومرافقته إلى حيث يريد الاستفراد بها. أكدت الضحية لمعترض سبيلها أنها على استعداد لمده بكل مالديها من حلي ومال، لكنه طلب منها مرافقته إلى إحدى الخرب حيث سلبها سلسلة ذهبية وخاتما ومبلغا ماليا 200 درهم. أخبرته أنها متزوجة، وتوسلت إليه لكي يخلي سبيلها. لكن آذانه تعطلت عن السمع، بعدما توهجت شهوته الجنسية المتوحشة. لم يرحمها فاقتادها إلى مكانه المفضل وتحث التهديد باستعمال العنف هتك عرضها إلى أن انطفأت شمعة شهوته الجنسية فأخلى سبيلها بعد أن هددها بالانتقام منها إن هي تقدمت بشكاية ضده. غادرت المسكينة المكان، وهي غير مصدقة ما وقع لها. تقدمت بشكاية للمصا لح الأمنية. الضحية الثانية تلميذة، وبعد أن استيقظت باكرا ذات يوم وراحت تقطع أزقة المدينة القديمة، إلا أن سوء حظها كان المتهم يتجول بأزقة المدينة الخالية لعله يصادف فريسة أخرى. وأثناء مرورها وقع نظره على التلميذة، فاعترض سبيلها وأشهر سلاحه الأبيض في وجهها وشرع في تفتيش جيوبها ثم حقيبتها. توهجت رغبته الجنسية، من جديد، وطالبها بالتزام الصمت لتخرج بأقل الخسائر صبيحة ذلك اليوم المشؤوم الذي تأبي ذكرياته أن تغادر مخيلتها. طلب منها مرافقته، لكنها لم ترضخ لطلبه خوفا على بكارتها، التي كانت تعتبرها رسمال شرفها وفخر كرامتها التي تأبى تدنيسها، حتى تتوفر الشروط الموضوعية والاجتماعية عندما يتقدم شخص للزواج بها. وأمام إصراره على اقتيادها بالعنف غامرت بالصراخ، وهو ما جعله يرتبك ويشرع في تمزيق ثيابها وتقبيلها غير مبال بالدم الذي ينزف من أنفها. أمرها بنزع سروالها لكن التلميذة شرعت في الصراخ بعدما شاهدت شخصا قادما. ومن حسن حظها وصل صوتها إلى ذلك الشخص الذي لم يتردد في الركض في اتجاهها. وقبل أن يصل فر المتهم ونهضت الفتاة وعادت إلى منزلها وهي تجهش بالبكاء، حيث أخبرت أولياء أمرها. وعوض التوجه إلى المدرسة توجهت إلى مصلحة الأمن لتقديم شكاية في النازلة. واصل المتهم اعتداءاته على الفتيات والنساء بأحياء متفرقة من المدينة. ونفس الأسلوب سلكه مع عاملة، حاول اغتصابها، لكنها نجت من قبضته. إلا أن التخمينات تقول إن هناك بعض الضحايا الذين عدلوا عن تقديم شكايات للمصالح الأمنية لأسباب خاصة بهن. إلى جانب هذه الاعتداءات الجنسية، سجلت مصالح الأمن العديد من عمليات السرقة من طرف أفراد العصابة الإجرامية التي ترأسها المتهم .ولم تكن مهمة رجال الأمن سهلة، وتطلبت إقداما وشجاعة من رجال الأمن الذين توجهوا لإيقاف المتهمين. وفي الوقت الذي كان رجال الأمن يقومون بحملة تمشيطية خارج أسوار المدينة لإيقاف أفراد من العصابة التي يتزعمها المتهم باغتصاب “النكافة” في رمضان، واغتصاب امرأة بالعنف، ومحاولة اغتصاب تلميذة وعاملة، إضافة إلى أحد باعة الخمور وشريكهما في تنفيذ العديد من السرقات بالعنف داخل أسوار المدينة القديمة بفاس، وأثناء محاصرة المتهمين من طرف رجال الأمن بأحد المنازل، أقدم بعض السكان ومن بينهم المتهمون على رشق رجال الأمن بالحجارة من فوق السطوح، فأصيب عميد شرطة بضربة حجرة كبيرة على مستوى رأسه سببت له عاهة مستديمة، لم تنفع معها العلاجات. ورغم ذلك استمرت العملية إلى حين إيقاف المتهمين، والذين تستروا عليهم ليحال الجميع على العدالة.